مجيء الخبر بذلك إلى مصر جمع متوليها الوزير محمد باشا (١) جمعا من العلماء ، وكنت من جملتهم ، ووقعت الإشارة بالعمارة ، وقد جعلت للوزير المذكور رسالة في ذلك وقعت منه موقعا كبيرا ، حتى أنه دفعها لمن عبّرها باللسان التركي ، وأرسلها إلى حضرة مولانا السلطان مراد خان ، وذكرت فيها الحق : أن الكعبة المشرفة لم تبن إلا ثلاث مرات إلى آخر ما تقدم. انتهى كلام الحلبي (٢).
وقد ألف الشيخ عبد العال الحنفي رسالة ذكر فيها أنه لما سقط من البيت الشريف الجدر الشامي بوجهيه ، وانحدر منه الجدر الشرقي إلى حد الباب ، ولم يبق سواه وعليه قوام الباب ، ومن الجدر الغربي من الوجهين نحو السدس ، ومن الوجه الظاهر سقط منه نحو الثلثين وبعض السقف ، وهو محاذ الجدار الشامي ، وسقطت درجة السطح ، وكان سقوطه بعد عصر الخميس لعشرين من شعبان سنة ألف تسعة وثلاثين ، ونقل ما فيها من القناديل إلى بيت السادن ، وعلق باقي أخشاب سقفها ؛ خوفا عليه من السقوط ، جمع شريف مكة الشريف مسعود علماء البلد الحرام وسألهم عن حكم عمارة الساقط فوقع الجواب : تعمّر بمال حلال ومنه مال القناديل التي بها ، ما لم يعلم أنها عينت من وقفها لغير العمارة. كذا في خلاصة الأثر في أخبار القرن الحادي عشر. اه (٣).
وذكر ابن الجمال في شرحه على منسك الإيضاح للنووي ولفظه :
__________________
(١) الباشا : منصب تركي تعادل وزير أو أمير مقاطعة ، كحاكم بغداد التركي ، وحاكم اليمن وغيرهم. وهو مركّب من لفظين : (با) ومعناها قدم ، و (شاه) ، ومعناها ملك بالفارسية.
وعرّبتها العرب : باشه (معجم الكلمات الأعجمية والغريبة للبلادي ص : ١٩).
(٢) السيرة الحلبية (١ / ٢٧٩).
(٣) خلاصة الأثر (٤ / ٣٦١).