وولاية دار الندوة واللواء ، كما ولّاه [أبوه](١) قصي ، فلم يزل يليه حتى توفي ، وجعل الحجابة إلى ابنه عثمان بن عبد الدار ، وجعل دار الندوة إلى ابنه عبد مناف بن عبد الدار.
أما الندوة فلم يزالوا بنو عبد مناف بن عبد الدار يلون الندوة دون ولد عبد الدار ، فكانت قريش إذا أرادت أن تشاور شيئا في أمرها فتحها لهم عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار وبعده ولده أو ولد أخيه.
وأما السدانة فلم يزالوا بنو عثمان بن عبد الدار يلون الحجابة دون ولد عبد مناف بن عبد الدار ، ثم وليها عبد العزى ، ثم أبو طلحة ، ثم وليها عثمان من بعده ، فهو : عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي جد النبي صلىاللهعليهوسلم حتى كان فتح مكة فقبضها رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أيديهم وفتح الكعبة ، ثم ردها إليهم. انتهى ما ذكره القرشي (٢).
وفي المواهب اللدنية (٣) : روى الفاكهي من طريق ضعيفة عن ابن عمر قال : كان بنو أبي طلحة يزعمون أنه لا يستطيع أحد فتح [باب](٤) الكعبة غيرهم ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم المفتاح من عثمان بن شيبة بن طلحة يوم الفتح ، ففتحها بيده (٥).
وعثمان المذكور هو : عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى ـ كما قاله ابن إسحاق وغيره ـ بن عثمان بن عبد الدار فنسبه إلى جده الأعلى ليتميز بين أولاد قصي على عادة أهل النسب ، فلا يفهم من أن
__________________
(١) في الأصل : أبيه.
(٢) البحر العميق (٣ / ٢٥٠ ـ ٢٥١).
(٣) المواهب اللدنية (١ / ٥٨٦ ـ ٥٨٧).
(٤) زيادة من المواهب اللدنية.
(٥) أخبار مكة (٥ / ٢٣٤).