قلت : رواه البخاري من حديث ابن عباس ، ولفظ الحديث : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا همام عن أبي جمرة الضبعي قال : كنت أجالس ابن عباس بمكة فأخذتني الحمّى فقال : أبردها عنك بماء زمزم فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «الحمّى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو بماء زمزم» ـ شك همام ـ. ذكر هذا الحديث البخاري في باب صفة النار.
وقوله : «فأبردوها» ـ بهمزة وصل وضمّ الراء ـ يقال : برد بالماء الحمى أبردها على وزن قتلها اقتلها ، أي : أسكنت حرارتها وأطفئت لهبها ، هذا هو المشهور. قاله النووي.
وحكى القاضي عياض أنه يقال : بهمزة قطع وكسر الراء في لغة ، وحكاها الجوهري وقال : هي لغة رديئة.
وروي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «خمس من العبادات : النظر إلى المصحف ، والنظر إلى الكعبة ، والنظر إلى الوالدين ، والنظر إلى زمزم وهي تحط الخطايا ، والنظر إلى العالم» (١). رواه الفاكهي.
وعن ابن [خثيم](٢) قال : قدم علينا وهب بن منبه رضياللهعنه فاشتكى ، فجئناه لنعوده فإذا عنده ماء زمزم. قال : فقلت له : لو استعذبت فإن هذا الماء فيه غلظ ، قال : ما أريد أن أشرب غيره حتى أخرج منها ، والذي نفس وهب بيده إنها لفي كتاب الله تعالى زمزم لا تذف ولا تذم ، وإنها لفي كتاب الله تعالى طعام طعم وشفاء سقم ، والذي نفس وهب بيده لا يعمد إليها أحد فيشرب حتى يتضلع إلا نزعت منه داء وأحدثت له
__________________
(١) أخرج جزءا منه الفاكهي (٢ / ٤١ / ح ١١٠٥) ، وذكره السيوطي في فيض القدير (٣ / ٤٦٠).
(٢) في الأصل : خيثم ، وهو تصحيف. انظر التقريب (ص : ٣١٣).