تطاول ليلك بالأثمد |
|
ونام الخلي ولم ترقد |
وبات وباتت له ليلة |
|
كليلة ذي العائر الأرمد |
وذلك من نبإ جاءني |
|
وخبرته عن أبي الأسود |
وذلك على عادة افتنانهم في الكلام وتصرفهم فيه .. وقد رأينا عند عرض المعاني العامة حكمة الالتفات في سورة الفاتحة.
ب ـ مما يدل على أن كلمة الدين تأتي بمعنى الحساب والجزاء الحديث الذي رواه أحمد والترمذي : «الكيس من دان نفسه ـ أي حاسب نفسه ـ وعمل لما بعد الموت» واستطرادا ننقل كلمة عمر (رضي الله عنه) : «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على من لا تخفى عليه أعمالكم» (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ.)
ج ـ أكمل أحوال الداعي أن يبدأ بالحمد ثم يسأل حاجته وحاجة إخوانه المؤمنين ومن ثم جاء قوله تعالى (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) بعد الثناء ، فالسؤال بعد الثناء أنجح للحاجة وأنجع للإجابة ، ولهذا أرشد الله إليه لأنه الأكمل ، وقد يكون السؤال بالإخبار عن حال السائل واحتياجه كما قال موسى عليهالسلام : (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ.) وقد يتقدم مع ذلك وصف المسؤول كقول ذي النون (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.)
د ـ يتشدد كثير من الناس في أمر تحرير مخارج الحروف أثناء تلاوة القرآن وذلك شىء جيد ، ولكن بعضهم يعتبر الإخلال بالتحرير مبطلا للصلاة ، وذلك خطأ ولتصحيح مثل هذا ننقل كلام ابن كثير. يقول ابن كثير : «الصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما» ، وكلامنا كله عندما لا يخرج الحرف صافيا ، أما إذا استبدل حرف بحرف فلذلك أحكامه التي سنراها.
ه ـ رأينا من خلال سورة الفاتحة : أن الأصل في المسلم أن يكون جزءا من كل هو الجماعة ، وأن الأصل في التربية الإسلامية أنها تقوم على التربية الجماعية ، وهذا يجعلنا نفكر كثيرا في الأسباب والأمراض التي تحول دون وجود هذه الروح عند الأكثرين من المسلمين ويجعلنا نتفطن لأهمية معالجة هذه الأسباب والأمراض التي تحول بين المسلم وبين مشاركته جماعة المسلمين فيما تفترض المشاركة فيه ، ولا شك أن هذه