الأول من سورة البقرة مرتبط بالفقرة الثانية ، وسنرى أن القسم الثاني في البقرة مرتبط بالفقرة الأولى من الفاتحة (الْحَمْدُ لِلَّهِ ...) .. (وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ،) والكلام في هذه المعاني قبل مجىء أوانها يبدو معقدا فلنقتصر على هذه الإشارة ، ومع هذا الترابط بين سورة البقرة والفاتحة ، فإن سورة البقرة ككل سورة في القرآن لها ذاتيتها الخاصة وتسلسلها الخاص ، وسنرى أنه تسلسل عجيب معجز ، ثم إننا سنرى كما ذكرنا في مقدمة هذا التفسير كيف أن السور الست الطوال الآتية بعد البقرة كل سورة منها تفصل في محور على نفس التسلسل الموجود في سورة البقرة ، وكل ذلك سنراه ، وسنرى فيه أن مثل هذا الربط ، ومثل هذه الصلات لا يمكن أن تخطر بقلب بشر فضلا عن أن يستطيعها بشر وهذا بعض الأمر وليس كل الأمر ، والشرح سيأتي ، وتكفي ههنا الإشارات ولنبدأ عرض سورة البقرة.