القدرة الكاملة لإتمام مثل هذا العمل الكبير القيم ، الذي هو جزء من أساس تبني أمتنا الحبيبة بناءها عليه صرحا شامخا عاليا ، هذا الأساس هو الفهم الدقيق لكتاب الله والوعي العميق بأبعاده ومتطلباته ، حتى يكون ثمرة ذلك الفهم الإيمان العميق بالله تعالى والالتزام بما أوجب بعد ذلك.
وهذا المصنف التفسيري غني عن القول بأن فيه من الجديد الكثير ، فإنه قد تفرد بأشياء لم يسبق إليها ، خاصة مسألة تقديم أول نظرية متكاملة عن الوحدة القرآنية في القرآن الكريم. كما أنه استفاد من القديم وأعمل فيه بعض التهذيب بما يناسب حاجة عصرنا ، فلكل عصر حاجته ومشاكله التي يواجهها. ولن أطيل الحديث عن هذا التفسير ، وأترك الحكم للقارىء الكريم ولأولي العلم بخاصة.
وأما عن المؤلف فلن أعرف أو أمتدح الرجل ، فهو غني عن التعريف على مستوى العالم الإسلامي وغيره ، وما أقول إلا دعاء من كل قلبي له بالتوفيق والسداد والرشاد في كل أمر من أموره.
وأود أن أوجه الكلمة لكل من يقرأ أو يطالع هذا التفسير ألا يألو جهدا في النصيحة. فإن وجد تقصيرا أو نقصا في أي جانب من جوانب التفسير فليتصل بالناشر مباشرة ، فإن النقص يعتري كل البشر ، وقد جعل رسولنا الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ النصيحة هي الدين ، وليثق القارىء الكريم في أن أي ملاحظة مهما كان حجمها ومهما كانت لهجتها ، ستؤخذ في الاعتبار وستكون محط عناية وتقدير ؛ ذلك أن المؤمن مرآة أخيه فكونوا لنا مرآة حتى نصل ـ إن شاء الله ـ بهذا العمل وبغيره من الأعمال إلى أقصى ما يصل إليه البشر من الدقة والإحكام.
ولا أنسى في هذا المقام أن أقدم شكري وتقديري ومحبتي لأسرة دار السلام من مصححين وإلى أقسام المونتاج والتصوير والجمع وإلى مندوبي المبيعات والمحاسبين ، لما قدموا ، فهم نعم الإخوة ، حاولوا جهدهم إخراج هذا التفسير على أفضل ما يستطيعون ، جزاهم الله خيرا وأحسن إليهم.
وأخيرا وليس آخرا .. أقول : اللهم إن أحسنت فمن فضلك وكرمك ، وإن كانت الأخرى فمن نفسي. أرجوك حسن العاقبة وأن ألقاك وأنت راض عني ، فاجعل اللهم هذا العمل ذخرا لي إلى يوم ألقاك ، يوم لا ينفع مال ولا بنون. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|
الناشر عبد القادر البكار |