ترجم له كبار المؤرّخين وعلماء الرجال :
قال ابن عبد البرّ : «صحب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحفظ عنه أحاديث» (١).
وقد اتّفقوا على أنّه كان من شيعة أمير المؤمنين ، وشهد معه حروبه.
روى ابن عساكر : «لمّا قدم زياد الكوفة أتاه عمارة بن عقبة بن أبي معيط فقال : إنّ عمرو بن الحَمِق يجتمع إليه من شيعة أبي تراب.
فقال له عمرو بن حريث : ما يدعوك إلى رفع ما لا تيقّنه ولا تدري ما عاقبته؟!
فقال زياد : كلاكما لم يصب ، أنت حيث تكلّمني في هذا علانيةً ، وعمرو حين يردّك عن كلامك ، قوما إلى عمرو بن الحَمِق فقولا له : ما هذه الزرافات التي تجتمع عندك؟! من أرادك أو أردت كلامه ففي المسجد» (٢).
واتّفقوا أيضاً على أنّه لمّا قبض زياد على حُجر بن عديّ ، هرب إلى الموصل واختفى هناك.
ثمّ حاول بعضهم التكتّم على واقع الأمر ، فزعم أنّه «نهشته حيّة فمات» (٣) ...
لكنّهم عادوا فاتّفقوا على أنّه قد بُعث برأسه إلى معاوية ، فكان أوّل رأس أُهدي في الإسلام (٤) ، ومنهم من صرَّح بأنّ زياداً هو الذي بعث به
__________________
(١) الاستيعاب ٣ / ١١٧٣ ـ ١١٧٤ رقم ١٩٠٩
(٢) تاريخ دمشق ٤٥ / ٤٩٨ ، وانظر : الكامل في التاريخ ٣ / ٣١٨
(٣) الإصابة ٤ / ٦٢٤ رقم ٥٨٢٢
(٤) الثقات ٣ / ٢٧٥ ، تاريخ دمشق ٤٥ / ٤٩٦ ، أُسد الغابة ٣ / ٧١٥ رقم ٣٩٠٦