إليه (١) ...
ولكنِ انظر إلى كلام علماء السوء المدافعين عن الظالمين ، الشركاء لهم في ظلمهم ، يقول ابن عساكر : «كان أوّل رأس أُهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحَمِق ، أصابته لدغة فتوفّي ، فخافت الرسل أن يُتّهموا به فقطعوا رأسه فحملوه إلى معاوية» (٢).
لكنّ الحقيقة تنكشف وتجري على ألسنتهم :
فقال ابن حجر : «قال خليفة : قُتل سنة إحدى وخمسين ، وأنّ عبد الرحمن بن عثمان الثقفي قتله بالموصل وبعث برأسه» (٣).
وقال الطبري : «... وزياد ليس له عمل إلّاطلب رؤساء أصحاب حُجر ، فخرج عمرو بن الحَمِق ورفاعة بن شدّاد حتّى نزلا المدائن ، ثمّ ارتحلا حتّى أتيا أرض الموصل ، فأتيا جبلاً فكمنا فيه ، وبلغ عامل ذلك الرستاق أنّ رجلين قد كمنا في جانب الجبل ، فاستنكر شأنهما وهو رجل من همدان يقال له : عبد الله بن أبي بلتعة ، فسار إليهما في الخيل نحو الجبل ومعه أهل البلد ، فلمّا انتهى إليهما خرجا ، فأمّا عمرو بن الحَمِق فكان مريضاً وكان بطنه قد سقي ، فلم يكن عنده امتناع ، وأمّا رفاعة بن شدّاد ـ وكان شابّاً قوياً ـ فوثب على فرس له جواد فقال له : أُقاتل عنك؟ قال : وما ينفعني أن تقاتل؟ أنْجُ بنفسك إن استطعت ؛ فحمل عليهم فأفرجوا له ، فخرج تنفر به فرسه وخرجت الخيل في طلبه وكان رامياً ، فأخذ لا يلحقه
__________________
(١) الإصابة ٤ / ٦٢٤ رقم ٥٨٢٢
(٢) تاريخ دمشق ٤٥ / ٤٩٦
(٣) الإصابة ٤ / ٦٢٤ رقم ٥٨٢٢ ، وانظر : الطبقات ـ لابن خيّاط ـ : ١٨٠ رقم ٦٦٣ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ١٥٩ حوادث سنة ٥٠ ه