فارس إلّارماه فجرحه أو عقره فانصرفوا عنه!
وأُخذ عمرو بن الحَمِق ، فسألوه من أنت؟ فقال : مَن إن تركتموه كان أسلم لكم ، وإن قتلتموه كان أضرَّ لكم! فسألوه فأبى أن يخبرهم ، فبعث به ابن أبي بلتعة إلى عامل الموصل وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفي ، فلمّا رأى عمرو بن الحَمِق عرفه وكتب إلى معاوية بخبره ، فكتب إليه معاوية أنّه زعم أنّه طعن عثمان بن عفّان تسع طعنات بمشاقص كانت معه ، وإنّا لا نريد أن نعتدي عليه ، فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان! فأُخرج فطعن تسع طعنات ، فمات في الأُولى منهنّ أو الثانية» (١).
لكنّ أبا داود يروي ـ مرسلاً ـ عن الزهري ـ وهو شرطي بني أُميّة ـ أنّه أراد التكتّم أيضاً بنفي حمل رأسه إلى الشام (٢)!
لكنّ الطبراني قد أخرج في «المعجم الأوسط» الخبر التالي :
«... أنّه سمع عمرو بن الحَمِق يقول : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بسرية فقالوا : يا رسول الله! إنّك تبعثنا وليس لنا زاد ولا لنا طعام ، ولا علم لنا بالطريق!
فقال : إنّكم ستمرُّون برجل صبيح الوجه ، يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب ، ويدلّكم على الطريق ، وهو من أهل الجنّة!
فلمّا نزل القوم علَيَّ جعل بعضهم يشير إلى بعض وينظرون إليَّ فقلت : ما بكم يشير بعضكم إلى بعض وتنظرون إليَّ؟!
فقالوا : أبشر ببشرى من الله ورسوله ، فإنّا نعرف فيك نعت رسول الله
__________________
(١) تاريخ الطبري ٣ / ٢٢٤
(٢) سبل الهدى والرشاد ٤ / ٨٧ للحافظ الصالحي الدمشقي ، ونصّ على أنّه في كتاب المراسيل