طلب منه أن يرشّحه للحكم بدلاً عن يزيد.
قال ابن كثير : «وقد عاتب معاويةَ ـ في ولايته يزيد ـ سعيدُ بن عثمان ابن عفّان ، وطلب منه أنْ يولّيه مكانه ، وقال له سعيد في ما قال :
إنّ أبي لم يزل معتنياً بك حتّى بلغت ذروة المجد والشرف ، وقد قدّمتَ ولدك علَيَّ وأنا خير منه أباً وأُمّاً ونفساً.
فقال له : أمّا ما ذكرت من إحسان أبيك إليَّ فإنّه أمر لا ينكر. وأمّا كون أبيك خيراً من أبيه فحقٌّ ، وأُمّك قرشية وأُمّه كلبية فهي خير منها. وأمّا كونك خيراً منه ، فوالله لو ملئت إليّ الغوطة رجالاً مثلك لكان يزيد أحبّ إليَّ منكم كلّكم» (١).
وقد روى ابن خلّكان كلام سعيدٍ بألفاظٍ أُخرى تهمّنا في المباحث الآتية ، قال :
«إنّ سعيد بن عثمان بن عفّان ـ رضي الله عنه ـ دخل على معاوية بن أبي سفيان ، فقال له : علام جعلت ولدك يزيد وليّ عهدك دوني؟! فوالله لأبي خير من أبيه ، وأُمّي خير من أُمّه ، وأنا خير منه ، وقد ولّيناك فما عزلناك ، وبنا نلت ما نلت.
فقال له معاوية : أمّا قولك ... وأمّا قولك : إنّكم ولّيتموني فما عزلتموني ، فما ولّيتموني ، وإنّما ولّاني من هو خير منكم عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، فأقررتموني ، وما كنت بئس الوالي منكم ، لقد قمت بثأركم ، وقتلت قتلة أبيكم ، وجعلت الأمر فيكم ، وأغنيت فقيركم ، ورفعت الوضيع منكم.
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ / ٦٥ حوادث سنة ٥٦ ه