أخبيةً (١) مضروبةً بفلاة من الأرض ، فقلت : لمن هذه؟
قالوا : هذه للحسين.
فأتيته ، فإذا شيخ يقرأ القرآن ، قال : والدموع تسيل على خدّيه ولحيته ؛ قال : قلت : بأبي وأُمّي يا بن رسول الله ، ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد؟!
قال : هذه كتب أهل الكوفة إليّ ولا أراهم إلّاقاتليّ ؛ فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمةً إلّاانتهكوها ، فيسلّط الله عليهم من يذلّهم حتّى يكونوا أذلّ من فرم الأَمَة. يعني مقنعتها (٢)» (٣).
__________________
وثّقه ابن سعد وابن حجر ، توفّي سنة ٣٠ ه وله من العمر مئة سنة.
انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٩ / ٢٤٤ رقم ٤٠١٥ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٣٧١ ـ ٣٧٢ رقم ٧١٥
(١) في لفظ : أبنية
(٢) الفَرم ـ اصطلاحاً ـ : هي خرقة الحيض التي تحملها المرأة في فرجها ؛ انظر : لسان العرب ١٠ / ٢٥١ مادّة «فرم»
(٣) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٤٣١ رقم ١٣٧٤ ، وانظر : تاريخ الطبري ٣ / ٣٠٠ ، بغية الطلب ٦ / ٢٦١٥ ـ ٢٦١٦ ، البداية والنهاية ٨ / ١٣٥