عداوته ؛ وسيأتي نصّه الكامل.
ثمّ إنّه يوصي يزيد بأن لا يتعرّض للإمام عليهالسلام ، ويخبره بدعوة أهل الكوفة إيّاه وأنّهم سيكفونه أمره ، في حين يوصيه بشدّة ويغلّظ عليه بأن يقطّع ابن الزبير إرباً إرباً إنْ ظفر به وتمكّن منه (١).
نعم ، لقد مات معاوية في النصف من رجب سنة ستّين من الهجرة (٢) وكان قد أوصى يزيد ـ في ما اتّفقت المصادر عليه ـ أنْ لا يمسّ الإمام عليهالسلام بسوء ، وأنّ الّذين قتلوا أباه وأخاه سيدعونه إلى العراق وهم الّذين سيقتلونه!
«أمّا الحسين بن عليّ ، فأحسب أهل العراق غير تاركيه حتّى يخرجوه ، فإن فعل فظفرت به ، فاصفح عنه ...» (٣).
«انظر حسين بن عليّ وابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإنّه أحبّ الناس إلى الناس ، فَصِلْ رحمه وارفق به يصلح لك أمره ، فإن يك منه شيء ، فإنّي أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه ...» (٤).
__________________
(١) انظر : تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٣
(٢) الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٤٢٤ ، البداية والنهاية ٨ / ١١٥ ، أنساب الأشراف ٣ / ٣٦٨
(٣) انظر : الأخبار الطوال : ٢٢٦ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٦٠ ، المنتظم ٤ / ١٣٧ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢ ـ ٢٣
(٤) انظر : الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ ٦ / ٤٢٣ ، العقد الفريد ٣ / ٣٦٠ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٨٨ رقم ١٣٠٥ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٥ رقم ٤٨ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣٤١ ، البداية والنهاية ٨ / ١٦٢ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٣ ، بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٦٠٧