وفي رواية الخوارزمي :
«وأمّا الحسين بن عليّ ، فأوّه أوّه يا يزيد! ماذا أقول لك فيه؟! فاحذر أنْ تتعرَّض له إلّابسبيل خير! وامدد له حبلاً طويلاً ، وذره يذهب في الأرض كيف يشاء ولا تؤذه ، ولكن أرعِد له وأبرِق ، وإيّاك والمكاشفة له في محاربةٍ بسيف ، أو منازعة بطعن رمح» (١).
وكان الوالي يومئذ على المدينة : الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، بعد أنْ كان عليها مروان بن الحكم ، الذي كان يكتب إلى معاوية في الإمام عليهالسلام ويثيره ويهيّجه ضدّه ، بل كانت هذه حالته ضدّ الإمام حتّى في إمارة الوليد ، كما سنرى.
سعي الحكومة وراء خروج الإمام من المدينة
وبينما كانت الرسل والكتب تدعوه إلى الخروج إلى العراق ، فقد كانت الحكومة تسعى وراء خروجه من المدينة إلى مكّة المكرّمة.
قال البلاذري :
«وكان رجال من أهل العراق وأشراف أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين ، يجلّونه ويعظّمونه ويذكرون فضله ويدعونه إلى أنفسهم ويقولون : إنّا لك عضد ويد ؛ ليتّخذوا الوسيلة إليه ، وهم لا يشكّون في أنّ معاوية إذا مات لم يعدل الناس بحسينٍ أحداً.
فلمّا كثر اختلاف الناس إليه ، أتى عمرُو بن عثمان بن عفّان مروانَ ابن الحكم ـ وهو إذ ذاك عامل معاوية على المدينة ـ فقال له : قد كثر
__________________
(١) مقتل الحسين ١ / ٢٥٧ ف ٩