وقال ابن أعثم الكوفي ، المتوفّى حدود سنة ٣١٤ :
«ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة :
من عبد الله يزيد بن معاوية أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة ؛ أمّا بعد ، فإنّ معاوية كان عبداً لله من عباده ، أكرمه الله واستخلفه وخوّله ومكّن له ، ثمّ قبضه إلى روحه وريحانه ورحمته وغفرانه ... وقد كان عهد إليّ عهداً وجعلني له خليفةً من بعده ، وأوصاني أنْ آخذ آل أبي ترابٍ بآل أبي سفيان ؛ لأنّهم أنصار الحقّ وطلّاب العدل ...».
ثمّ كتب إليه في صحيفة صغيرة كأنّها أُذن فأرة :
«أمّا بعد ، فخذ الحسين بن عليّ وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بن الخطّاب أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة ، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه» (١).
وقال الخوارزمي ، المتوفّى سنة ٥٦٨ :
«كتب إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد ابن عتبة ؛ أمّا بعد ، فإنّ معاوية كان عبداً من عبيد الله ، أكرمه واستخلفه ومكّن له ... وأوصاني أن أحذر آل أبي تراب وجرأتهم على سفك الدماء ، وقد علمت ـ يا وليد ـ أنّ الله تعالى منتقم للمظلوم عثمان بن عفّان من آل أبي تراب بآل أبي سفيان ؛ لأنّهم أنصار الحقّ وطلّاب العدل ...».
ثمّ كتب صحيفة صغيرة كأنّها أُذن فأرة :
«أمّا بعد ، فخذ الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي
__________________
(١) الفتوح ٥ / ٩