بكر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة ، فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه ؛ والسلام» (١).
وقال ابن الجوزي ، المتوفّى سنة ٥٩٧ :
«فلمّا مات معاوية كان يزيد غائباً فقدم فبويع له ، فكتب إلى الوليد ابن عتبة ـ واليه على المدينة ـ :
خذ حسيناً وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر بالبيعة أخذاً شديداً ، ليست فيه رخصة ، حتّى يبايعوا» (٢).
هذا ما نقله هؤلاء ...
لكنّ ابن سعد ، المتوفّى سنة ٢٣٠ ..
يروي ـ في ترجمة الإمام عليهالسلام من طبقاته ـ أنّه «لمّا حُضِرَ معاوية ، دعا يزيد بن معاوية فأوصاه بما أوصاه به ، وقال : أُنظر حسين بن عليّ ابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فإنّه أحبّ الناس إلى الناس ، فصِل رحمه وارفق به ، يصلح لك أمره ، فإنْ يك منه شيء فإنّي أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه وخذل أخاه.
وتوفّي معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستّين ، وبايع الناس ليزيد.
فكتب يزيد ـ مع عبد الله بن عمرو بن أُويس العامري ، عامر بن لؤي ـ إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو على المدينة ، أنِ ادعُ الناس فبايعهم ، وابدأ بوجوه قريش ، وليكنْ أوّل من تبدأ به الحسين بن عليّ ، فإنّ أمير المؤمنين عهد إليّ في أمره بالرفق به واستصلاحه» (٣).
__________________
(١) مقتل الحسين ١ / ٢٦٢ ف ٩ ح ٦
(٢) الردّ على المتعصّب العنيد : ٣٤
(٣) الطبقات الكبرى ٦ / ٤٢٣ ـ ٤٢٤ رقم ١٣٧٤