فإذا صحّ عنه فقد كفر به.
ومثله تمثّله بقول عبد الله بن الزبعرى قبل إسلامه :
ليت أشياخي ...» (١).
وصول رأس الإمام إلى يزيد
وقد سُرّ يزيد بقتل الإمام ووصول رأسه الشريف إليه كما تقدّم.
ثمّ روى ابن سعدٍ ، قال : «وقدم برأس الحسين محفّز بن ثعلبة العائذي ـ عائذة قريش ـ على يزيد ، فقال : أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق الناس وألأمهم.
فقال يزيد : ما ولدت أُمّ محفّز أحمق وألأم ، لكنّ الرجل لم يقرأ (٢) كتاب الله (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وتُذِلُّ مَن تَشَاء) (٣).
ثمّ قال بالخيزرانة بين شفتَي الحسين ، وأنشأ يقول :
يفلّقن هاماً من رجالٍ أعزّة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما |
والشعر لحصين بن الحُمام المرّي.
__________________
(١) روح المعاني ٢٦ / ١٠٩ وسيأتي كلامه تماماً ، وانظر : تاريخ ابن الوردي ١ / ١٦٤
(٢) جاءت العبارة هنا : «لكنّ الرجل لم يقرأ» ..
وفي تاريخ الطبري ٣ / ٣٤٠ : «لكنّه أُتي من قبل فقهه ، ولم يقرأ ...» ..
وفي البداية والنهاية ٨ / ١٥٦ : «ولكنّه إنّما أُتي من قلّة فقهه ، لم يقرأ ...» ..
وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ٣١٥ : «لكنّ الرجل لم يتدبّر كلام الله» ..
أقول : كأنّهم يريدون تهذيب العبارة!!
(٣) سورة آل عمران ٣ : ٢٦