أمّا بعد ، فإنّ هانئاً وسعيداً قَدما علَيَّ بكتبكم ، وكانا آخرَ من قدم علَيَّ من رسلكم ، وقد فهمت كلَّ الذي اقتصصتم وذكرتم ؛ ومقالة جُلّكم : أنّه ليسَ علينا إمامٌ فأقبلْ لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى والحقِّ.
وإنّي باعثٌ إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي ، فإن كتب إليَّ أنّه قد اجتمع رأيُ مَلَئِكم وذوى الحجا والفضل منكم على مثل ما قدمتْ به رُسُلُكم وقرأتُ في كتبكم ، أقدِم عليكم وشيكاً إن شاءَ اللهُ. فلعمري ما الإمام إلّاالحاكم بالكتاب ، القائمُ بالقسطِ ، الدائنُ بدين الحقِّ ، الحابسُ نفسه على ذات الله ؛ والسلام» (١).
__________________
(١) الإرشاد ٢ / ٣٦ ـ ٣٩.
وانظر عن كتاب الإمام عليهالسلام إلى أهل الكوفة وما قاله لمسلم ممّا يدلّ على عدم وثوقه بأهل الكوفة : أنساب الأشراف ٣ / ٣٧٠ ـ ٣٧١ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، المنتظم ٤ / ١٤٢ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ، الأخبار الطوال : ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، مقاتل الطالبيّين : ٩٩ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٨٧ ، الإصابة ٢ / ٧٨ ، الفتوح ـ لابن أعثم ـ ٥ / ٣٥ ـ ٣٦ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٦ ـ ٢٧ ، مروج الذهب ٣ / ٥٤ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ١ / ٢٨١ ـ ٢٨٤