في قضيةٍ ماليّةٍ ، التحق بمعاوية ، وذهب إليه بأموال المسلمين ، وقال أمير المؤمنين : «اللهمّ إنّ ابن حُجَيّة هرب بمال المسلمين ، وناصبنا مع القوم الظالمين ، اللهمّ اكفنا كيده ، واجزه جزاء الغادرين ؛ فأمّن الناس. قال عفاق : ويلكم تؤمّنون على ابن حُجَيّة! شلّت أيديكم! فوثب عليه عنق من الناس فضربوه ، فاستنقذه زياد بن خصفة التيمي ـ وكان من شيعة الإمام ـ قائلاً : دعوا لي ابن عمّي! فقال عليٌّ عليهالسلام : دعوا الرجل لابن عمّه ؛ فتركه الناس ، فأخذ زياد بيده فأخرجه من المسجد» (١).
فيظهر أنّ هؤلاء لم يكونوا شيعة لأهل البيت عليهمالسلام ، وإنّما كان كثير منهم من الخوارج ..
ويشهد بذلك ما جاء في كتاب قيس بن سعد إلى الإمام عليهالسلام ـ في ما رواه الشيخ المفيد ـ ، قال :
«وورد عليه كتاب قيس بن سعد رضي الله عنه ... فازدادت بصيرة الحسن عليهالسلام بخذلان القوم له ، وفساد نيّات المُحَكِّمَة فيه بما أظهروه له من السبّ والتكفير واستحلال دمه ونهب أمواله ، ولم يبق معه من يأمن غوائله إلّاخاصّةٌ من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهم جماعة لا تقوم لأجناد الشام ، فكتب إليه معاوية في الهدنة والصلح ، وأنفذ إليه بكتب أصحابه التي ضمنوا له فيها الفتك به وتسليمه إليه! واشترط له على نفسه في إجابته إلى صلحه شروطاً كثيرة ، وعقد له عقوداً كان في الوفاء بها مصالح شاملة ، فلم يثق به الحسن عليهالسلام ، وعلم احتياله بذلك واغتياله.
__________________
(١) تاريخ دمشق ٦٥ / ١٤٧ رقم ٨٢٥٥ ، شرح نهج البلاغة ٤ / ٨٣ ـ ٨٥