أعداء الدين الذي خرجت منه ، وأنصار الدين الذي دخلت فيه وصرت إليه ؛ والسلام (١).
إلى أن وقع الصلح بين الإمام ومعاوية ، فجاء قيس وقال : إنّي قد حلفت أن لا ألقى معاوية إلّاوبيني وبينه الرمح أو السيف ، فأمر معاوية برمحٍ أو سيف ، فوضع بينهما ليبرّ يمينه (٢).
هذا ، وقد ذكر المؤرّخون خيانة غير واحدٍ من رؤساء القبائل أيضاً ، فقد روى البلاذري : «وجعل وجوه أهل العراق يأتون معاوية فيبايعونه ، فكان أوّل من أتاه خالد بن معمر فقال : أُبايعك عن ربيعة كلّها. ففعل. وبايعه عفاق بن شرحبيل بن رهم التيمي» (٣).
لكنْ لا يبعد أن يكون الرجلان قد بايعا معاوية قبل ذلك بكثير ، أي من زمن أمير المؤمنين عليهالسلام.
أمّا خالد بن معمر ، الذي بايع معاوية ، فقد روى ابن عساكر أنّه ممّن سعى على الإمام الحسين عليهالسلام (٤).
كما ذُكر في بعض المصادر أنّه قد التحق بمعاوية في قبيلته لأمرٍ نقمه على أمير المؤمنين عليهالسلام (٥).
وأمّا عفاق بن شرحبيل ، فقد ذكروا أنّه كان من قبيلة يزيد بن حُجَيّة عامل أمير المؤمنين عليهالسلام على الريّ ، فلمّا عاقب عليهالسلام يزيد
__________________
(١) مقاتل الطالبيّين : ٧٤ ، شرح نهج البلاغة ١٦ / ٤٣
(٢) مقاتل الطالبيّين : ٧٩ ، شرح نهج البلاغة ١٦ / ٤٨
(٣) أنساب الأشراف ٣ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥
(٤) تاريخ دمشق ١٠ / ٣١١ رقم ٩٢٣
(٥) شرح الأخبار ـ للمغربي ـ ٢ / ٩٦