جماز!
قال مالك : حدّثنا الأعمش بهذا الحديث ، فقال : حدّثني صاحب هذا الدار ـ وأشار بيده إلى دار السائب أبي عطاء ـ أنّه سمع عليّاً عليهالسلام يقول هذه المقالة» (١)!
ورواه الخطيب البغدادي مبتوراً : «عن أُمّ حكيم بنت عمرو الجدلية ، قالت : لمّا قدم معاوية ـ يعني الكوفة ـ فنزل النخيلة ، دخل من باب الفيل ، وخالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتّى ركزها في المسجد» (٢).
وقال المفيد : «وهذا أيضاً خبر مستفيض لا يتناكره أهل العلم الرواة للآثار ، وهو منتشر في أهل الكوفة ، ظاهر في جماعتهم ، لا يتناكره منهم اثنان ، وهو من المعجز الذي بيّنّاه» (٣).
وروى هذا الحديث الصفّار بنحو آخر ، عن أبي حمزة ، عن سويد ابن غفلة ، وفيه : «فأعادها عليه الثالثة ، فقال : سبحان الله! أُخبرك أنّه مات وتقول : لم يمت!
فقال له عليٌّ عليهالسلام : لم يمت ، والذي نفسي بيده لا يموت حتّى يقود جيش ضلالة ، يحمل رايته حبيب بن جماز!
قال : فسمع بذلك حبيب فأتى أمير المؤمنين ، فقال : أُناشدك فيَّ وأنا لك شيعة! وقد ذكرتني بأمر لا والله ما أعرفه من نفسي!
فقال له عليٌّ عليهالسلام : إن كنت حبيب بن جماز فَلَتَحْمِلَنَّها!
__________________
(١) مقاتل الطالبيّين : ٧٨ ـ ٧٩ ، وانظر : مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٨٦ ـ ٢٨٧
(٢) تاريخ بغداد ١ / ٢٠٠ رقم ٣٩
(٣) الإرشاد ١ / ٣٣٠