«تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحاً ... فهلّا ـ لكم الويلات ـ إذ كرهتمونا تركتمونا ، فتجهّزتموها والسيف لم يُشهر ، والجأش طامن ، والرأي لم يستحصف ، ولكن أسرعتم علينا كطيرة الدبا ، وتداعيتم إليها كتداعي الفراش ، فقبحاً لكم ، فإنّما أنتم من طواغيت الأُمّة ، وشذّاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ونفثة الشيطان ، وعصبة الآثام ، ومحرّفي الكتاب ، ومطفئي السنن ، وقتلة أولاد الأنبياء ، ومبيري عترة الأوصياء ، وملحقي العهار بالنسب ، ومؤذي المؤمنين ، وصراخ أئمّة المستهزئين ، الّذين جعلوا القرآن عضين ، وأنتم ابنَ حرب وأشياعه تعتمدون ، وإيّانا تخذلون.
أجل والله الخذلُ فيكم معروف ، وشجت عليه عروقكم ، وتوارثته أُصولكم وفروعكم ، ونبتت عليه قلوبكم ، وغشيت به صدوركم ، فكنتم أخبث شيء سنخاً للناصب وأكلةً للغاصب.
ألا لعنة الله على الناكثين ، الّذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً ، فأنتم والله هم» (١).
٢ ـ سألهم : «لم تقتلوني» ـ أو : «تقاتلوني» ـ؟!
قالوا : نقتلك بغضاً منّا لأبيك.
فعند ذلك غضب الإمام غضباً شديداً وجعل يقول :
خيرة الله من الخلق أبي |
|
بعد جدّي وأنا ابن الخيرتين |
والدي شمس وأُمّي قمرٌ |
|
وأنا الكوكب وابن النيّرين |
فضّةٌ قد صيغت من ذهب |
|
وأنا الفضّة وابن الذهبين |
__________________
(١) مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٩ ، وانظر : تاريخ دمشق ١٤ / ٢١٨ ـ ٢١٩ ، بحار الأنوار ٤٥ / ٨ ـ ٩