وكتابنا «مَن هم قتلة الحسين عليهالسلام؟ شيعة الكوفة؟» يتناول جانباً واحداً من السوابق ، وجانباً واحداً من اللواحق ...
إنّ ممّا لا شكّ فيه هو تولية معاوية بن أبي سفيان ولدَه يزيد من بعده ، وبذله غاية الجهد في تهيئة الأسباب وتصفية الأجواء له ، فيكون شريكاً معه في كلّ ما أتى به ...
ولكنْ هل كان لمعاوية دورٌ في خصوص قتل الحسين عليهالسلام في العراق ، بأنْ يكون هو المخطّط للواقعة ويكون ولده المنفّذ لها؟
وإنّ ممّا لا شكّ فيه وجود الأنصار لبني أُميّة في كلّ زمانٍ وفي كلّ لباسٍ ... فلمّا رأى هؤلاء أنّ القضية قد انتهت بفضيحة آل أبي سفيان ، وأنّه قد لحق العار والشنار للخطّ المناوئ لأهل البيت عليهمالسلام إلى يوم القيامة ، جعلوا يحاولون تبرئة يزيد وأبيه معاوية واتّهام شيعة الكوفة بأنّهم هم الّذين قتلوا الإمام الحسين عليهالسلام ، فلماذا يقيمون المآتم عليه ويجدّدون ذكرى الواقعة في كلّ عام؟!
لقد وضعنا هذا الكتاب ، لكي نثبت أنْ قتل الإمام الحسين عليهالسلام كان بخطّةٍ مدبّرة مدروسة من معاوية بالذات ، ثمّ نُفّذت بواسطة يزيد وبأمرٍ منه وإشرافٍ مستمرّ ، على يد أنصار بني أُميّة في الكوفة ، وساعدهم على ذلك الخوارج ... هذا أوّلاً.
وثانياً : إنّ رجالات الشيعة في الكوفة ، الّذين كتبوا إلى الإمام عليهالسلام واستعدّوا لنصرته ، قد شتّتتهم الأيدي الظالمة ، بين قتيل مع مسلم ابن عقيل ، أو سجينٍ ، أو مطارَد لم يتمكّن من الحضور بكربلاء ، ومن تمكّن منهم استُشهد.