(الْأَعْجَمِينَ) : بياء النسبة وياء الجمع جمع الأعجمي ، وقال الطبرسي : العجمي نقيض العربي ، والأعجمي نقيض الفصيح (١).
(لَمَعْزُولُونَ) : ممنوعون ومصروفون.
* * *
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ)
وهكذا انتهى الأمر إليك ـ يا محمد ـ لينزل الله عليك رسالته ، لتبلّغها للناس كما بلّغ الأنبياء من قبلك رسالاتهم ، وليواجهك قومك بالمنطق الذي واجه به أقوام الأنبياء أنبياءهم بالرغم من وضوح الحجة على الحق في موقفك ورسالتك.
(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ) إذ تتمثل في هذا القرآن أسرار الإعجاز التي توحي بأنه كلام الله الذي لا يستطيع أن يدنو منه كلام المخلوقين ، (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) والمراد به جبرئيل الذي كان ينزل بالقرآن على النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بكل أمانة ودقّة وإتقان ، فلا مجال للشك في زيادته أو نقصانه. وقد جاء في بعض الآيات ما يدلّ على ذلك في قوله تعالى : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) [البقرة : ٩٧] وقد أطلق عليه صفة روح القدس في قوله تعالى : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل : ١٠٢].
(عَلى قَلْبِكَ) توحي كلمة القلب بمعنى الوعي والإدراك في شخصية
__________________
(١) مجمع البيان ، م : ٤ ، ص : ٢٦٥.