فقال : يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار واسعوا في فكاك رقابكم أو افتكوها بأنفسكم من الله ، فإني لا أملك لكم من الله شيئا.
ثم أقبل على أهل بيته فقال : يا عائشة بنت أبي بكر ، ويا حفصة بنت عمر ، ويا أم سلمة ، ويا فاطمة بنت محمد ، ويا أم الزبير عمة رسول الله ، اشتروا أنفسكن من الله واسعوا في فكاك رقابكن ، فإني لا أملك لكم من الله شيئا ولا أغني ، الحديث» (١).
ولكن يلاحظ على هذا الحديث ، أن الآية مكية ، فلا تتناسب مع الخطاب مع عائشة وحفصة وأم سلمة ، اللاتي تزوجهن النبي في المدينة.
وفي مجمع البيان عن تفسير الثعلبي بإسناده عن البراء بن عازب قال : «لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا ، الرجل منهم يأكل المسنّة ويشرب العسّ (٢) ، فأمر عليا برجل شاة فأدّمها ثم قال : ادنوا بسم الله ، فدنا القوم عشرة عشرة ، فأكلوا حتى صدروا. ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم : اشربوا بسم الله فشربوا حتى رووا ، فبدرهم أبو لهب فقال : هذا ما سحركم به الرجل ، فسكت صلىاللهعليهوآلهوسلم يومئذ ولم يتكلم.
ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ، ثم أنذرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا بني عبد المطلب إني أنا النذير إليكم من الله عزوجل والبشير فأسلموا وأطيعوني تهتدوا.
ثم قال : من يؤاخيني ويؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في
__________________
(١) الدرّ المنثور ، ج : ٦ ، ص : ٣٢٦ ـ ٣٢٧.
(٢) المسنّة : في أولاد المعز ما بلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه ، وأخذ في الرعي. والعس : القدح الكبير.