صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم عليهالسلام» (١). وقد استدل بهذه الرواية الشيعة الإمامية ، على أن جميع آباء النبي موحدون ، وربما يثور سؤال حول هذه الرواية ـ من هذه الجهة ـ بأنها تدل على أن آباء النبي أنبياء ، فقد تقلب في أصلاب الموحدين من نبي الى نبي ، ولما كان هذا غير واقعي ، لأن بعض آبائه لم يكونوا كذلك ، فلا بد من أن تكون المسألة واردة على نحو القضية الجزئية ، بمعنى أن يكون قد تقلب في أصلاب الأنبياء باعتبار أن بعض أجداده ، كإبراهيم وإسماعيل ، كانوا من الأنبياء ، وهذا ما توحي به الآية ، لأنه ليس من المعقول أن تكون اللام مفيدة للعموم ، لأن معناه أن يكون قد تقلب في أصلاب كل الساجدين ، وهو غير مراد قطعا ، والله العالم. (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الذي يسمع قولك عند ما تدعوه وتبتهل إليه وتدعو الناس إليه ويعلم جهادك في سبيله كما يسمع ما يصدر من خلقه من أقوال ، وما يقومون به من أفعال.
* * *
__________________
(١) مجمع البيان ، م : ٤ ، ص : ٢٦٩.