الصالح منه وغير الصالح ، بما ألهمه الله من علم ذلك كله.
وقد يكون من كلام الله كما درج عليه الأسلوب القرآني من الامتداد مع الفكرة عند الحديث عن بعض مفرداتها بما تقتضيه طبيعة الأمور في تفاصيلها الواقعية.
(قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ) فقد كان الموقف الذي يقفه الهدهد ، هو موقف المحاكمة التي يحتاج المتهم فيها إلى دليل على صدق دفاعه ، ولم يقدم الهدهد في كلامه هذا إلا الدعوى من دون بينة.
* * *
سليمان يكلف الهدهد حمل رسالته
(اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ) واطرحه بينهم ، (ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ) أي ابتعد عنهم ، (فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ) في ما يخاطب به بعضهم البعض مما يعلّقون به على الكتاب ، بعد مناقشته فيما بينهم ، وهكذا كان ، فقد فعل الهدهد ما أمره به سليمان ، وألقى الكتاب إليهم بشكل مفاجئ ، ولم يتبينوا له مصدرا. وكانت بلقيس ـ ملكة سبأ ـ هي التي تسلمت الكتاب وقرأته ، فجمعت قومها للتحدث معهم في هذا الأمر العجيب.
* * *