(قَوارِيرَ) : القوارير : الزجاج.
* * *
الملكة تقرأ كتاب سليمان وتستشير قومها
(قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ* إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) إنه الكتاب الذي تدل طبيعته من خلال مرسلة وكلماته على أنه كتاب كريم ذو قيمة حقيقية في مضمونه الذي يوحي بالأهمية والعظمة ، فهو يبدأ باسم صاحبه الذي يملك القوّة الكبيرة الساحقة التي تؤهله لأن يخاطبنا بهذه الطريقة الاستعلائية ، وبالكلمة التي تتحدث عن الله الرحمن الرحيم الذي تبدأ كل القضايا باسمه ، وتخضع كل الأشياء له ، كأنه يريد أن يثير قوّة الله أمامنا إذا انحرفنا وتمردنا ، ويقدّم إلينا رحمته إذا قبلنا وأطعنا ، ويطلب إلينا أن لا نبتعد عن مواقع سلطته ، ولا نتمرد عليها ، فلا نعلو ولا نستكبر ، بل نأتيه منقادين طائعين مسلمين لما يريده منا من التزام وسلوك وموقف ، بعيدا عما نختاره لأنفسنا من ذلك كله ، وبذلك كان يحمل التهديد والدعوة معا.
(قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) فجمعت أهل الرأي والمشورة عندهم ، ممن كانت ترجع إليهم وتتشاور معهم ليعطوها الرأي الصواب في القضايا المهمة التي تحدث لها ولمملكتها ، وطلبت منهم أن يقدموا إليها الفتوى وهي الرأي المدروس المرتكز على التأمل والفكر وحساب الأمور بدقة في ما يمكن أن يحدث من خير أو شرّ أو ضرر أو نفع ، وأوحت إليهم بالثقة الكبيرة بهم ، بحيث إنها لا تحسم أيّ أمر من أمورها حتى يحضروا إليها ويشيروا عليها بما يرونه صوابا.
* * *