وصدق الرسول في رسالته. ولم يستجيبوا إليهما في ما قدّماه من الدعوة الإلهية ، (فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) جزاء لهم على ذلك ، ولذلك فإن على هؤلاء المكذبين أن يحسبوا حساب المصير المدمّر الذي سينتهون إليه في تكذيبهم للنبيّ وللقرآن.
(وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً) ليعرفوا أن التكذيب للرسول بعد إقامته الحجة عليهم سيؤدي إلى النتائج المدمّرة في مصيرهم (وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم ورسولهم والناس الذين أضلوهم ، (عَذاباً أَلِيماً) في الآخرة بعد عذاب الدنيا.
(وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِ) وأصحاب الرسّ قوم كانوا ينزلون على بئر ، أرسل الله إليهم رسولا فكذبوا به ، وقد جاء في الحديث عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ما يوحي بأن النساء من هؤلاء كنّ يمارسن السحاق وهو الشذوذ الجنسي في وطء المرأة للمرأة فقد جاء في الدر المنثور عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : أن امرأتين سألتاه : هل تجد غشيان المرأة المرأة محرّما في كتاب الله؟ قال : نعم ، هنّ اللواتي كنّ على عهد تبّع ، وهن صواحب الرسّ ، ـ وكل نهر وبئر رسّ ـ قال : يقطع لهن جلباب من نار ودرع من نار ونطاق من نار وتاج من نار وخفان من نار ، ومن فوق ذلك ثوب غليظ جلف جاس منتن من نار. قال جعفر علّموا هذا نساءكم» (١).
وفي نهج البلاغة قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : «أين أصحاب مدائن الرسّ الذين قتلوا النبيين وأطفئوا سنن المرسلين وأحيوا سنن الجبارين؟» (٢).
__________________
(١) الدر المنثور ، م : ٦ ، ص : ٢٥٧.
(٢) الإمام علي عليهالسلام ، نهج البلاغة والمعجم المفهرس لألفاظه ، دار التعارف للمطبوعات ، ط : ١ ، ١٤١٠ ه ـ ١٩٩٠ م ، خ : ١٨٢ ، ص : ١٩١.