الّذين يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ، الا انّ أولياء الله هم المؤمنون الّذين ذكرهم الله في كتابه فقال عزوجل : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ،) (الى آخر الآية) الا انّ أولياء الله هم الّذين وصفهم الله عزوجل فقال : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) ، الا انّ أولياء الله هم الّذين يدخلون الجنّة آمنين وتتلقّاهم الملائكة بالتّسليم ان طبتم فادخلوها خالدين ، الا انّ أولياء الله هم الّذين قال الله عزوجل : (يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) ، الا انّ أعداءهم الّذين يصلون سعيرا ، الا انّ أعداءهم الّذين قال الله عزوجل (كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ) (الآية) ، الا انّ أولياء الله هم الّذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ، معاشر النّاس ، شتّان ما بين السّعير والجنّة ، عدوّنا من ذمّه الله ولعنه ووليّنا من أحبّه الله ومدحه ، الا وانّى منذر وعلىّ هاد ، معاشر النّاس ، انّى نبىّ وعلىّ وصيّي الا وانّ خاتم الائمّة منّا القائم المهدىّ ، الا انّه الظّاهر على الدّين ، الا انّه المنتقم من الظّالمين ، الا انّه فاتح الحصون وهادمها ، الا انّه قاتل كلّ قبيلة من أهل الشّرك ، الا انّه مدرك كلّ ثأر لأولياء الله عزوجل ، الا انّه ناصر دين الله عزوجل ، الا انّه الغرّاف من بحر عميق ، الا انّه يسمّ كلّ ذي فضل بفضله وكلّ ذي جهل بجهله ، الا انّه خيرة الله ومختاره ، الا انّه وارث كلّ علم والمحيط به ، الا انّه المخبر عن ربّه عزوجل المنبّه بأمر ايمانه ، الا انّه الرّشيد السّديد ، الا انّه المفوّض اليه ، الا انّه قد بشّر به من سلف بين يديه ، الا انّه الباقي حجّة ولا حجّة بعده ولا حقّ الّا معه ولا نور الّا عنده ، الا انّه لا غالب له ولا منصور عليه ، الا انّه ولىّ الله في أرضه ، وحكمه في خلقه ، وأمينه في سرّه وعلانيته. معاشر النّاس ، قد بيّنت لكم وأفهمتكم وهذا علىّ يفهمكم بعدي ، الا وانّ عند انقضاء خطبتي أدعوكم الى مصافقتي على بيعته والإقرار به ثمّ مصافقته من بعدي ، الا وانّى قد بايعت الله وعلىّ قد بايعنى وانا آخذكم بالبيعة له عن الله عزوجل ، و (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) (الآية). معاشر النّاس ، انّ الحجّ والصّفا والمروة والعمرة (مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ) (الآية) ، معاشر النّاس ، حجّوا البيت فما ورده أهل بيت الّا استغنوا ولا تخلّفوا عنه الّا افتقروا ، معاشر النّاس ، ما وقف بالموقف مؤمن الّا غفر الله له ما سلف من ذنبه الى وقته ذلك ، فاذا انقضت حجّته استأنف عمله ، معاشر النّاس ، الحجّاج معانون ونفقاتهم مخلّفة والله لا يضيع أجر المحسنين ، معاشر النّاس ، حجّوا البيت بكمال الدّين والتّفقه ولا تنصرفوا عن المشاهد الّا بتوبة وإقلاع ، معاشر النّاس ، أقيموا الصّلوة وآتوا الزّكاة كما أمركم الله عزوجل لئن طال عليكم الأمد فقصّرتم أو نسيتم فعلىّ وليّكم ومبيّن لكم ، الّذى نصبه الله عزوجل بعدي ومن خلّفه الله منّى ومنه يخبركم بما تسألون منه ويبيّن لكم ما لا تعلمون ، الا انّ الحلال والحرام أكثر من أحصيهما واعرّفهما ، فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد فأمرت ان أخذ البيعة عليكم والصّفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عزوجل في علىّ أمير المؤمنين ، والائمّة من بعده الّذين هم منّى ومنه أمّة قائمة ومنهم المهدىّ الى يوم القيامة الّذى يقضى بالحقّ ، معاشر النّاس ، وكلّ حلال دللتكم عليه وكلّ حرام نهيتكم عنه فانّى لم ارجع عن ذلك ولم ـ ابدّل ، الا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدّلوه ولا تغيّروه ، الا وانّى اجدّد القول ، الا فأقيموا الصّلوة وآتوا الزّكاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، الا وانّ رأس الأمر بالمعروف ان تنتهوا الى قولي وتبلّغوه من لم يحضره وتأمروه بقبوله وتنهوه عن مخالفته فانّه امر من الله عزوجل ومنّى ، ولا امر بمعروف ولا نهى عن منكر الّا مع امام ، معاشر النّاس ، القرآن يعرّفكم انّ الائمّة من بعده ولده وعرّفتكم انّهم منّى ومنه