والله عزوجل وانا عنه راضيان وما نزلت آية رضى الّا فيه ، وما خاطب الله الّذين آمنوا الّا بدء به ، ولا نزلت آية مدح في القرآن الّا فيه ، ولا شهد الله بالجنّة في (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) الّا وله ولا أنزلها في سواه ولا مدح بها غيره ، معاشر النّاس ، هو ناصر دين الله ، والمجادل عن رسول الله ، والتّقىّ النّقىّ الهادي المهدىّ نبيّكم خير نبىّ ووصيّكم خير وصىّ ، وبنوه خير الأوصياء ، معاشر النّاس ، ذرّيّة كلّ نبىّ من صلبه وذرّيّتى من صلب علىّ ، معاشر النّاس ، انّ إبليس أخرج آدم من الجنّة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزلّ أقدامكم ؛ فانّ آدم اهبط الى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله عزوجل فكيف بكم وأنتم أنتم ومنكم أعداء الله ، الا انّه لا يبغض عليّا الّا شقىّ ولا يتولّى عليّا الّا تقىّ ولا يؤمن به الّا مؤمن مخلص ، وفي علىّ والله انزل سورة العصر (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ) الى آخره ، معاشر النّاس قد استشهدت الله وبلّغتكم رسالتي (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) ، معاشر النّاس ، اتّقوا الله حقّ تقاته فلا تموتنّ الّا وأنتم مسلمون ، معاشر النّاس ، آمنوا بالله ورسوله والنّور الّذى انزل معه من قبل ان نطمس وجوها فنردّها على ادبارها ، معاشر النّاس ، النّور من الله عزوجل فيّ ، ثمّ مسلوك في علىّ ، ثمّ في النّسل منه الى القائم المهدىّ الّذى يأخذ بحقّ الله وبكلّ حقّ ، هو لنا لانّ الله عزوجل قد جعلنا حجّة على المقصّرين والمعاندين والمخالفين والخائبين والآثمين والظّالمين من جميع العالمين. معاشر النّاس ، انّى أنذركم انّى رسول الله إليكم قد خلت من قبلي الرّسل أفإن متّ أو قتلت (انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) ، الا وانّ عليّا الموصوف بالصّبر والشّكر ثمّ من بعده ولدي من صلبه ، معاشر النّاس ، لا تمنّوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم ويصيبكم بعذاب من عنده انّه لبالمرصاد ، معاشر النّاس ، سيكون من بعدي ائمّة يدعون الى النّار ويوم القيامة لا ينصرون ، معاشر النّاس ، انّ الله وانا بريئان منهم ، معاشر النّاس ، انّهم وأشياعهم واتباعهم وأنصارهم في الدّرك الأسفل من النّار ولبئس مثوى المتكبّرين ، الا انّهم أصحاب الصّحيفة فلينظر أحدكم في صحيفته (قال : فذهب على النّاس الّا شر ذمة امر الصّحيفة) معاشر النّاس ، انّى ادعها إمامة ووراثة في عقبى الى يوم القيامة ، وقد بلّغت ما أمرت بتبليغه حجّة على كلّ حاضر وغائب وعلى كلّ أحد ممّن شهد أو لم يشهد ولد أو لم يولد ، فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد الى يوم القيامة وسيجعلونها ملكا اغتصابا ، الا لعن الله الغاصبين والمغتصبين وعندها (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ) ف (يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ) ، معاشر النّاس ، انّ الله عزوجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتّى يميز الخبيث من الطيّب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ، معاشر النّاس ، انّه ما من قرية الّا والله مهلكها بتكذيبها وكذلك يهلك القرى وهي ظالمة كما ذكر الله تعالى ، وهذا إمامكم ووليّكم وهو مواعيد الله والله يصدق ما وعده ، معاشر النّاس ، قد ضلّ قبلكم أكثر الاوّلين والله لقد أهلك الاوّلين وهو مهلك الآخرين ، معاشر النّاس ، انّ الله قد أمرنى ونهاني وقد أمرت عليّا ونهيته فعلم الأمر والنّهى من ربّه عزوجل فاسمعوا لأمره تسلموا ، وأطيعوه تهتدوا ، وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا الى مراده ولا يتفرّق بكم السّبل عن سبيله ، انا صراط الله المستقيم الّذى أمركم باتّباعه ثمّ علىّ من بعدي ثمّ ولدي من صلبه ائمّة يهدون بالحقّ وبه يعدلون. ثمّ قرأ (ص) (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (الى آخرها) وقال ، فيّ نزلت وفيهم نزلت ولهم عمّت وايّاهم خصّت ، أولئك (أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) الا (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) ، الا انّ أعداء علىّ هم أهل الشّقاق العادون ، واخوان الشّياطين