معاشر النّاس ، ما من علم الّا وقد أحصاه الله فيّ وكلّ علم علّمته فقد أحصيته في علىّ امام المتّقين ما من علم الّا وقد علّمته عليّا وهو الامام المبين ، معاشر النّاس ، لا تضلّوا عنه ولا تنفروا منه ولا تستنكفوا من ولايته فهو الّذى يهدى الى الحقّ ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه ولا تأخذه في الله لومة لائم ، انّه اوّل من آمن بالله ورسوله ، والّذى فدى رسول الله بنفسه ، والّذى كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرّجال غيره ، معاشر النّاس ، فضّلوه فقد فضّله الله واقبلوه فقد نصبه الله ، معاشر النّاس ، انّه امام من الله ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر الله له حتما على الله ان يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه وان يعذّبه عذابا نكرا أبد الآباد ودهر الدّهور ، فاحذروا ان تخالفوه فتصلوا نارا (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ ،) ايّها النّاس ، بى والله بشّر الاوّلون من النّبيّين والمرسلين وانا خاتم الأنبياء والمرسلين والحجّة على جميع ـ المخلوقين من أهل السّماوات والأرضين ، فمن شكّ في ذلك فهو كافر كفر الجاهليّة الاولى ومن شكّ في شيء من قولي هذا فقد شكّ في الكلّ منه والشّاكّ في الكلّ فله النّار ، معاشر النّاس ، حباني الله بهذه الفضيلة منّا منه علىّ وإحسانا منه الىّ ، ولا اله الّا هو له الحمد منّى أبد الآبدين ودهر الدّاهرين على كلّ حال ، معاشر النّاس ، فضّلوا عليّا فانّه أفضل النّاس بعدي من ذكر وأنثى ، بنا انزل الله الرّزق وبقي الخلق ، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من ردّ قولي هذا وان لم يوافقه ، الا انّ جبرئيل خبّرنى عن الله تعالى بذلك ويقول : من عادى عليّا ولم يتولّه فعليه لعنتي وغضبى ، فلتنظر نفس ما قدّمت لغد واتّقوا الله ان تخالفوه فتزلّ قدم بعد ثبوتها انّ الله خبير بما تعملون ، معاشر النّاس ، انّه جنب الله نزل في كتابه : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) ، معاشر النّاس ، تدبّروا القرآن وافهموا آياته وانظروا الى محكماته ولا تتّبعوا متشابهه فو الله لن يبيّن لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره الّا الّذى انا آخذ بيده ومصعده الىّ وشائل بعضده ، ومعلّمكم انّ من كنت مولاه فهذا علىّ مولاه وهو علىّ بن أبى طالب ، أخي ووصيّي ، وموالاته من الله عزوجل أنزلها علىّ ، معاشر الناس ، انّ عليّا والطّيّبين من ولدي هم الثّقل الأصغر والقرآن هو الثّقل الأكبر فكلّ واحد منبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتّى يردا علىّ الحوض ، أمناء الله في خلقه وحكّامه في أرضه الا وقد أدّيت ، الا وقد بلّغت ، الا وقد أسمعت ، الا وقد أوضحت ، الا وانّ الله عزوجل قال وانا قلته عن الله عزوجل ، الا انّه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ولا تحلّ إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثمّ ضرب بيده الى عضده فرفعه وكان منذ اوّل ما صعد رسول الله شال عليّا حتّى صار رجله مع ركبة رسول الله ثمّ قال : معاشر النّاس ، هذا علىّ أخي ووصيّي وواعى علمي وخليفتي على أمّتي وعلىّ تفسير كتاب الله والدّاعى اليه ، والعامل بما يرضيه ، والمحارب لاعدائه ، والموالي على طاعته والنّاهى عن معصيته خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والامام الهادي وقاتل النّاكثين والقاسطين والمارقين ، بأمر الله أقول ما يبدّل القول لدىّ ، بأمر الله ربّى أقول : اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، والعن من أنكره واغضب على من جحد حقّه ، اللهمّ انّك أنزلت علىّ انّ الامامة لعلىّ وليّك عند تبياني ذلك ونصبي ايّاه ، بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا. فقلت : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) اللهمّ انّى أشهدك انّى قد بلّغت ، معاشر النّاس ، انّما الله عزوجل أكمل دينكم بإمامته فمن لم يأتمّ به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه الى يوم القيامة ، والعرض على الله عزوجل فأولئك الّذين حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون لا يخفّف الله عنهم العذاب ولا هم ينظرون ، معاشر النّاس ، هذا علىّ أنصركم لي ، واحقّكم بى ، وأقربكم الىّ وأعزّكم علىّ