عيد ، أو تكون لنا سرورا لانّ السّرور يعود وقتا بعد وقت (لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) بدل تفصيلىّ يعنى للحاضرين ولمن لم يأت الى يوم القيامة أو لجميعنا (وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) من وسائط الرّزق من افراد الإنسان ومن الأسباب العلويّة والارضيّة ومن القوى النّباتيّة الّتى هي أقرب الوسائط للرّزق الصورىّ ومن افراد الإنسان من الأعداء والأحباب الّذين كانوا أسباب كمال للعباد بالقهر واللّطف ومن معلّمى الحرف والصّناعات ومن مكمّلى النّفوس بالتّعليم الحقيقي الرّوحانىّ ومن المدارك الظّاهرة والباطنة الحيوانيّة والانسانيّة للرّزق الحقيقىّ الرّوحانىّ (قالَ اللهُ) مجيبا لهم (إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) نزول الآية وكيفيّة المائدة وكيفيّة كلهم مذكورة في المفصّلات باختلاف في الرّوايات من أراد فليرجع إليها (وَإِذْ قالَ اللهُ) أتى بالماضي لتحقّق وقوعه أو لانّه كان بالنّسبة الى الرّسول المخاطب ماضيا بحسب المقام (يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ) الخطاب لعيسى (ع) والمقصود تقريع أمّته وتبكيتهم والمنظور التّعريض بامّة محمّد (ص) الّذين قالوا بالهيّة الائمّة (مِنْ دُونِ اللهِ) والسّرّ في هذا التّقييد في كثير من أمثال هذه الآية انّ جعل الخلفاء مظاهر الهيّته والهة بالهيّته كما ورد عنهم في قوله : (هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) انّه كناية عن تسلّط خلفائه لا ضير فيه ولا عقاب على قائليه وجعلهم أو غيرهم الهة مقابلة لله ومغايرة له كفر باعث للعتاب على قائليه (قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي) ما ينبغي لي والتّعبير بالمضارع للاشارة الى انّه بعد كونه على أشرف الأحوال لا يليق بحاله التّفوّه بمثل هذا المقال فكيف قال وهو في اخسّ الأحوال ، كأنّه قال لا يليق بحالي وإقراري بعبوديّتك والخلوص في طاعتك في هذه الحالة (أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍ) فكيف قلته في اخسّ الأحوال (إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ) لانّك (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) هو من باب المشاكلة أو المعنى ما في ذاتك أو هذه الكلمة كناية عمّا يخفى الإنسان عن الغير من غير ملاحظة نفس وروح (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) تعليل للجملتين بمنطوقه ومفهومه (ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) ان تفسيريّة بمنزلة اى تفسير للقول بجعل القول بمعنى الأمر أو تفسير لامرتنى بتقدير امر من القول بعد ان ، والتّقدير ما قلت لهم الّا ما أمرتني به ان قل اعبدوا الله وحينئذ لا حاجة الى تكلّف في ذكر ربّى وربّكم بعد اعبدوا الله ، أو مصدريّة بدلا أو بيانا لما والقول بمعنى الأمر أو للضّمير المجرور ولا يلزم في البدل جواز طرح المبدل منه حتّى يقال : يلزم منه بقاء الموصول بدون العائد ، أو ان تفسيريّة تفسير لامرتنى من دون تقدير ويكون ذكر ربّى وربّكم حكاية لما قال لهم من عند نفسه منضمّا الى المحكيّ اشعارا بانّه حين أمرهم بالعبادة اقرّ لنفسه بالعبوديّة وانّ إقرارهم بالرّبوبيّة له كان لاتّباع الهوى لا بشبهة نشأت من قوله ويجوز ان يكون خبر مبتدء محذوف أو مفعول فعل محذوف (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) مراقبا لهم على أعمالهم (ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) تعميم بعد تخصيص دفعا لتوهّم التّخصيص (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) تفعل بهم ما تشاء شروع في الشّفاعة بأحسن وجه (وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ) لا مانع لك