ان يقول : أرادوا مثل اتّخذوا بالماضي والمراد بنور الله ولاية علىّ (ع) فانّها نور يظهر به الحقّ ويتميّز به السّعيد عن الشقىّ ، والمراد بالاطفاء بالأفواه إلقاء الشّبهات والأحاديث الموضوعات والتّحريف في الكتاب للتّدليس على الجهّال شبّه ذلك بالنّفخ في السّراج وفي الاخبار ما يدلّ على التّعريض المذكور (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) بالله أو بالرّسالة بحسب التّنزيل أو بالولاية بحسب المراد (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) امّا استيناف منقطع عمّا سبق لابداء حكم آخر قطعا لاطماع المشركين في ابطال رسالة محمّد (ص) وعلى هذا فاضافة الرّسول للعهد ، وامّا استيناف في موضع التّعليل لقوله (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) اى رسالة رسوله وعلى هذا فاضافة الرّسول (ص) ، امّا لتعريف الجنس وتعميمه أو لتعريف العهد وفيه أيضا قطع لاطماع المشركين ، والمراد بالرّسول امّا معنى عامّ للرّسل (ع) وأوصيائهم (ع) فانّهم رسل من الله بواسطة الرّسل ، أو معنى خاصّ بالرّسل الاصطلاحيّة الّذين اوحى إليهم بشرع وتبليغه ، أو المراد محمّد (ص) وعلى التّقديرين الأخيرين فالمقصود سراية الحكم الى اتباعهم أو اتباعه ، امّا من باب الفرعيّة والتّبعيّة وامّا لانّهم أجزاء الرّسل بحسب سعتهم الولويّة وامّا لانّهم مظاهر الرّسل بحسب صدورهم وقلوبهم وعقولهم ، فيصحّ تفسير الآية بخروج القائم عجّل الله فرجه وانّها ممّا لم يأت تأويلها وانّه (ع) إذا ظهر ظهر على الأديان كلّها (بِالْهُدى) بما به الهدى وهو الأحكام القالبيّة الشّرعيّة كما أشير الى تسمية الإسلام وأحكامها بالهدى في قوله تعالى : (بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ)(وَدِينِ الْحَقِ) دين الحقّ هو طريق الحقّ وهو الولاية والايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الباطنة الولويّة وبعبارة اخرى الهدى هو الإسلام ودين الحقّ هو الايمان وقد فسّر دين الحقّ بولاية علىّ (ع) في أخبارنا ، فعن الكاظم (ع) في هذه الآية والآية السّابقة : هو الّذى امر رسوله بالولاية لوصيّه والولاية هي دين الحقّ ليظهره على جميع الأديان عند قيام القائم (ع) والله متمّ ولاية القائم ولو كره الكافرون بولاية علىّ (ع) قيل : هذا تنزيل؟ ـ قال : نعم هذا الحرف تنزيل وامّا غيره فتأويل (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) أتى بالمفرد المستغرق بقرينة التّأكيد بالكلّ دون الجمع روما للاختصار واشعارا بانّ الأديان الباطلة مع كثرتها ونهاية فرقتها متّحدة في الغاية وهي الانتهاء الى السّجّين والملكوت السّفلى (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) بالله أو بالرّسالة أو بالولاية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) أتى بالنّداء ومؤكّدات الجملة من انّ واللّام واسميّة الجملة امّا للاشعار بأنّ شأنهم التّحفّظ عن اموال النّاس بحيث ينبغي ان ينكر هذا منهم أو يردّد في وقوعه منهم حتّى يكون أبلغ في الّذمّ والتّفضيح ، أو لتأكيد لازم الحكم الّذى هو المقصود منه من ذمّهم وتفضيحهم وتنفير النّاس منهم ومن أقوالهم (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن النّبىّ (ص) أو عن الولىّ (ع) والمقصود التّعريض بأمّة محمّد (ص) ومن يأتى بعده بصورة الأحبار والرّهبان من المتسمّين بالعلماء والفقهاء وبالصّوفيّة والعرفاء الّذين لا فقه لهم سوى ما يحصل به الاعراض والأغراض ولا معرفة لهم ولا تصوّف سوى الدّلق والحلق (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) امّا عطف على (لَيَأْكُلُونَ) ووجه حسنه مع الاختلاف بالاسميّة والفعليّة الاشعار بانّ الّذين يكنزون الّذهب مشهور ذمّهم بحيث لا ينكر وانّ الأحبار والرّهبان هم الّذين يكنزون وقد اشتهر ذمّهم فلا تبالوا بقولهم ، وامّا عطف على اسم انّ عطف المفرد أو عطف على جملة انّ مع اسمها وخبرها بتقدير مبتدء أو بتقدير خبر أو مستأنف بجعل الّذين مبتدء وقوله