الْأَلِيمَ) عند الاحتضار ولا ينفع حينئذ نفسا ايمانها (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ) جزاء شرط مستفاد من تعقيب عدم الايمان بالعذاب الأليم كأنّه قال إذا كان عدم الايمان مستلزما لاليم العذاب فلو لا كانت قرية آمنت (فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) استثناء باعتبار معنى النّفى لا التّقريع (لَمَّا آمَنُوا) جواب سؤال كأنّه قيل: ما كان حال قوم يونس؟ وما فعل بهم؟ أو حال من قوم يونس (كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) الخزي الفضيحة فالاضافة بتقدير اللّام أو البليّة فالاضافة بيانيّة (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) حين آجالهم المقدّرة وقصّة قوم يونس (ع) وإنكارهم عليه ودعائه عليهم ومسألته نزول العذاب وعدم اجابة الله له ومراجعته في ذلك مرارا ، حتّى أجابه الى ذلك ومشورته بعد ذلك مع تنّوخا العابد وتصديقه وتحريصه له (ع) على ذلك ، لعدم علمه ومشورته مع روبيل الحكيم وعدم تصديقه له وسؤاله عند المراجعة في دفع العذاب وردّ تنّوخا عليه ، وفراره من القوم مع تنّوخا واقامة روبيل فيهم وترحّمه عليهم ودعائه لهم الى التّوبّة وتعليم طريق التّوبة لهم وكشف العذاب وفرار يونس بعد كشف العذاب وابتلائه ببطن الحوت وعوده الى قومه مذكورة في المفصّلات (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) مصدّقين لك أو للرّسالة أو لعلىّ (ع) أو للولاية أو لله أو مؤمنين بالايمان العامّ الحاصل بالبيعة العامّة النّبويّة أو بالايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الخاصّة الولويّة ، يعنى انّ الايمان بأىّ معنى كان لا يمكن إكراه البشر أحدا عليه لانّ إكراه البشر لا يتجاوز عن حدّ القالب والايمان امر قلبيّ ، فالاكراه يتحقّق في انقياد السّلطنة وصورة البيعة العامّة والدّخول في احكام الرّسالة يعنى من كان مسخّرا ومحيطا يمكنه إكراه المحاط لكن لا يسمّى ذلك اكراها بل تسخيرا ، وتقديم المسند اليه لافادة الحصر ان أريد انّ مثلك البشرىّ لا يمكنه الإكراه بخلاف الملكوتيّين أو لمحض افادة تقوىّ الحكم (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) الجملة حاليّة أو مستأنفة والاوّل أوفق بترتّب الإنكار على تعليق الايمان على المشيّة (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) حقّ المقابلة ان يقال ولا ان تكفر الّا بإذن الله لكن لمّا كان الايمان هو الدّخول في حريم قدسه تعالى كان موقوفا على اذنه ، والكفر لمّا كان عدم الدّخول لم يكن موقوفا على اذنه بحسب الظّاهر ولمّا كان تبعة الكفر بفعل الله جعل الرّجس الّذى هو تبعة الكفر الى نفسه (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من الآيات الدّالّة على كمال قدرته تعالى وحكمته حتّى توقنوا به وتؤمنوا والاستفهام للتّعجيب والتّفخيم (وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) امّا من كلام الله أو محكىّ بالقول وعلى اىّ تقدير فما نافية والجملة معطوفة على محذوف مؤلّف معه قياس من الشّكل الاوّل تقديره لكنّهم قوم لا يؤمنون وكلّ قوم لا يؤمنون لا تغني الآيات والنّذر عنهم ، ويجوز ان يكون الجملة حاليّة عن فاعل قل أو عن فاعل انظروا أو مفعوله وتكون مشيرة الى القياس المذكور ويجوز ان يكون ما استفهاميّة معطوفة مع ما بعدها على ما ذا في السّموات أو تكون الجملة حاليّة بتقدير القول (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا) مضوا (مِنْ قَبْلِهِمْ) جواب شرط محذوف اى ان كانت الآيات لا تغني عنهم ، أو عطف على محذوف اى هل