في الآية الشّريفة من أرادها فليرجع الى التّفاسير الاخر (وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ) باهلاك من لا يدخل السّفينة وإنجاء أهلي (وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) بعد تضرّعه والتجائه ودعائه في حقّ ابنه تبرّى عن مشيّته وحكومته واقرّ بأنّه أحكم الحاكمين دفعا لتوهّم عدم رضائه بحكمه (قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) وذلك لانّه على فرض صحّة ما اشتهر انّه كان ابنه كان نسبته جسمانيّة ونوح (ع) صار متحقّقا في الدّنيا بالرّوحانيّة والنّسب الجسمانيّة منقطعة في العالم الرّوحانىّ والنّسب الرّوحانيّة معتبرة هناك كالقيامة ولمّا لم يكن له نسبة روحانيّة واتّصال ملكوتىّ لم يكن من أهل نوح (ع) (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) حمل المصدر للمبالغة وهو تعليل للنّفى ومن قرأ انّه عمل غير صالح بالاضافة كما في بعض الاخبار نفيا لنسبته الجسمانيّة بجعله لغيّة العياذ بالله فقد أخطأ وقرئ انّه عمل غير صالح بالاضافة كما في بعض الاخبار نفيا لنسبته الجسمانيّة بجعله لغيّة العياذ بالله فقد أخطأ وقري انّه عمل غير صالح فعلا ماضيا وغير مفتوح الرّاء (فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ما لم تعرف حقيقة مسئولك حتّى تعرف صحّة سؤالك (إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) حيث يسألون ما لا يعلمون (قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) امتثالا لحكمك واتّعاظا بعظتك (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ) قاله تضرّعا واستكانة (قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا) بسلامة (وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ) من الأمم الّتى في السّفينة فانّهم كانوا جماعات مختلفة من أنواع الحيوان أو من أصناف الإنسان (وَأُمَمٌ) ممّن معك أو ممّن يولدون ممّن معك (سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) عن الصّادق (ع) فنزل نوح (ع) من السّفينة مع الثّمانين وبنوا مدينة الثّمانين وكانت لنوح ابنة ركبت معه في السّفينة فتناسل النّاس منها وذلك قول النّبىّ (ص) نوح (ع) أحد الأبوين (تِلْكَ) القصص (مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ) الحسنى فانّها غلبت فيها (لِلْمُتَّقِينَ) عن الجزع والتّسرّع الى الدّعاء (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً) وقد مضى في سورة الأعراف انّه كان أحدهم (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ) في نسبة الآلهة الى الأصنام وجعلها شركاء الله وشفعاءكم عنده (يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي) دفع لما يتوهّمونه قياسا على أنفسهم من انّ ادّعاء الرّسالة للأغراض الدّنيويّة ولما يخافونه من تفويت ما لهم باتّباعه (أَفَلا تَعْقِلُونَ) تدركون إدراكا عقلانيّا غير مشوب بتصرّفات الخيال فتعلمون انّ من ادّعى امرا لغرض دنيوىّ يكون في الأغلب مطمح نظره المال (وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) قد مضى في هذه السّورة تفسيره (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) درّ السّماء بالمطر سالت به والمدرار بمعنى كثير الدّر حال من السّماء وإرسال السّماء عبارة عن إرسال السّحاب أو المطر من جهة انّهما يجيئان من جهتها ، أو المراد بالسّماء هو السّحاب أو المطر من دون ملاحظة علاقة لاطلاقها على كلّ علوىّ (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) رغّبهم في الايمان بذكر ترتّب الغايات الدّنيويّة عليه لانّ حالهم كانت كحال الصّبيان لا يرون الخير الّا فيما