مباينته لكم وان كان موافقا لكم بظاهر قوله ولذلك أتى بالجملة المعترضة بين القول ومقوله ، وإذا كان حال المبطّئين على ما ذكر (فَلْيُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ) المؤمنون (الَّذِينَ يَشْرُونَ) اى يبيعون (الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) اى الّذين باعوا على يد محمّد (ص) أو علىّ (ع) أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة فصار حالهم ان يعطوا تدريجا من المبيع ويأخذوا على حسبه من الثّمن (وَمَنْ يُقاتِلْ) عطف على محذوف جواب لسؤال مقدّر تقديره : من لم يقاتل فهو ملحق بالمبطّئين أو حال عن الّذين يشرون (فِي سَبِيلِ اللهِ) اى حالكونه في سبيل الله أو في حفظ سبيل الله (فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) يعنى كلاهما له فلا ينبغي ان يطلب بجهاده الغلبة بل إعزاز نفسه بامتثال الأمر وإعزاز الدّين ببذل نفسه أو غلبته ، روى عن النّبىّ (ص) انّه قال : للشّهيد سبع خصال من الله ، اوّل قطرة مغفور له كلّ ذنب ، والثّانية يقع رأسه في حجر زوجيه من الحور العين وتمسحان الغبار عن وجهه ، الى ان قال : والثّالثة يكسى من كسوة الجنّة ، والرّابعة يبتدر خزنة الجنّة بكلّ ريح طيّبة ايّهم يأخذه منه ، والخامسة ان يرى منزله ، والسّادسة يقال لروحه : أسرع في الجنّة حيث شئت ، والسّابعة ان ينظر في وجه الله وانّها الرّاحة لكلّ نبىّ وشهيد (وَما لَكُمْ) اىّ منفعة لكم أو اىّ مانع لكم والجملة عطف على قوله ليقاتل أو حال أو معطوف على مقدّر تقديره : إذا كان القتال لكم مطلقا فما لكم لا ترغبون؟ فيه وما لكم (لا تُقاتِلُونَ) استيناف جواب لسؤال مقدّر أو حال عن المجرور (فِي) تقوية (سَبِيلِ اللهِ) أو حفظها وهي الولاية فانّها سبيل الله حقيقة وكلّما انشعب منها أو اتّصل بها فهو سبيل الله بتبعها (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) عطف على الله أو على سبيل الله سواء كان المراد بهم الائمّة واتباعهم وأولادهم الّذين عدّهم أشباه النّاس ضعفاء أو جعلوهم ضعفاء بمنع فيئهم وقتل أنصارهم أم كان المراد بهم ضعفاء العقول من الشّيعة أو غيرهم ، والمعنى ما لكم لا تقاتلون الأعداء الظّاهرة للولاية في تقوية الولاية واعلائها واعلانها بأيديكم وألسنتكم وأموالكم ببذلها للأعداء في اسكاتهم أو ببذلها لمن يدافعهم ويسكتهم والأعداء الباطنة لها بألسنتكم بأذكارها وبجوارحكم بأعمالها وبقواكم الّتى هي أموالكم الباطنة ببذلها حتّى تدفعوا أعداءها عنها وفي تقوية الّذين عدّهم الأعداء أو جعلوهم ضعفاء من الائمّة واتباعهم وفي نصرتهم ، أو تقوية المعدودين من الضّعفاء بدفع الشّبه الواردة عليهم من الأعداء وهم شيعة ائمّة الهدى (ع) ، أو في تقوية الضّعفاء من جنود وجودك الّتى عدّهم الشّيطان وجنوده أو جعلوهم ضعفاء ، أو في حفظ المعدودين من ضعفاء العقول عن الهلاك والضّياع (مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ) لا قوّة لهم على مدافعة الأعداء و (يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها) ان كان النّزول في ضعفاء مكّة فلا اختصاص لها بهم كما في الخبر فالقرية مكّة وكلّ قرية لا يجد الشّيعة فيها وليّا من الامام ومشايخهم وكلّ قرية وقع بها الائمّة بين منافقي الامّة وقرية النّفس الحيوانيّة الّتى لا يجد الجنود الانسانيّة فيها وليّا ويطلبون الخروج منها الى قرية الصّدر ومدينة القلب ويسألون الحضور عند امامهم أو مشايخهم في بيت القلب خاليا عن مزاحمة الأغيار بقولهم (وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً) تكرار اجعل لانّ مقام التّضرّع والابتهال يناسبه التّطويل والإلحاح في السّؤال ولانّ المسؤل ليس شخصا واحدا ولو كان واحدا لم يكن مسئولا من جهة واحدة بل المسؤل محمّد (ص) وعلىّ (ع) ، أو المسؤل محمّد (ص) من جهة هدايته ومن جهة نصرته ، أو علىّ (ع) كذلك وقد بقي بين الصّوفيّة ان يكون التّعليم والتّلقين بتعاضد نفسين متوافقتين يسمّى أحد ـ