في قراءة أهل البيت (ع) وان كان على معناه المشهور فالمقصود أفلم ييأس الّذين آمنوا عن ايمان المشركين ويكون ما بعده تعليلا له (أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ) مفعول أفلم ييأس أو المعنى لانّه لو يشاء الله (لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا) والحال انّ أسباب الايمان حاصلة لهم من الإنذارات البالغة لانّه لا يزال الّذين كفروا (تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا) في كفرهم (قارِعَةٌ) داهية تقرعهم من البلايا (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ) بأمثالهم فتدهشهم ويصل إليهم أثرها (حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ) بالعذاب في الدّنيا من القتل والأسر والنّهب أو وعد الله بقبض أرواحهم (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ) تسلية له (ص) (فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ) تهديد للمستهزئين (فَكَيْفَ كانَ عِقابِ) استفهام للتّهويل وتطويل في مقام التّهديد (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ) مراقبا لها حافظا عليها أعمالها (بِما كَسَبَتْ) كمن ليس كذلك (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ) هل كان لهم اسم في المسمّيات أو اخترعتموهم من عند أنفسكم واختلقتم لهم أسماء ، أو المعنى صفوهم حتّى يعلم هل كان لهم ما يستحقّون به العبادة (أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ) يعنى بل أتخبرونه بشركاء لا يعلمهم في الأرض؟! وهو العالم بكلّ شيء ، أو أتخبرونه باستحقاق شراكة الشّركاء الّذى لا يعلمه في الأرض؟ وهو غاية تسفيه لهم (أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) يعنى أتخبرونه بأمر خفىّ لا يعلمه أو بأمر جلىّ يعلمه كلّ أحد؟ والتّقييد بالقول لانّ الاخبار والأنباء يتعلّق بالقضايا والنّسب وهي أقوال نفسانيّة ، وقيل : المعنى أم تسمّونهم شركاء بظاهر من القول من دون اعتبار حقيقة له كما تسمّون الزّنجىّ كافورا لكن ليس لما جعلتموه شركاء شيء من المذكورات (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ) مكر رؤسائهم الّذين وضعوا لهم عبادة الشّركاء وأظهروا لهم بتمويهاتهم انّ الشّركاء يقدرون على ضرّ أو نفع كما كانوا يخوّفون الأنبياء (ع) بالشّركاء والأصنام (وَصُدُّوا) بتمويه الرّؤساء (عَنِ السَّبِيلِ) سبيل الحقّ وهو سبيل القلب الّتى بها ظهور الولاية التّكوينيّة وحصول الولاية التّكليفيّة (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) لانّ كلّ هاد لا يكون هدايته الّا هداية الله فلا تعارض إضلال الله (لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) بأنواع البلايا (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) في الدّنيا ولا في الآخرة (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) لمّا كان المثل عبارة عن امر تركيبىّ جعل خبره جملة من غير عائد لكونها عين المبتدأ (أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) لا كجنان الدّنيا من حيث انّها منقطعة الاكل والظّلّ في الخريف والشّتاء (تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) كتاب النّبوّة وأحكامها بالتّوبة على يدك وقبول الأحكام منك (يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) من صورة الكتاب وهو القرآن خصوصا ما انزل فيه من ولاية علىّ (ع) (وَمِنَ الْأَحْزابِ) اى الفرق المتفرّقة الّذين آمنوا بك أو لم يؤمنوا (مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) بعض ما انزل إليك وهو ما لا يوافق أهوائهم وأغراضهم خصوصا ولاية علىّ (ع) (قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ)