بالغسل أو التّيمم ليجعل عليكم حرجا أو لام ليجعل للتّقوية وما بعده مفعول وهو استيناف لبيان وجه تشريع التّيمم (وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) بغسل الأعضاء الباطنة بالتّوبّة عند اهله وبغسل الأعضاء الظّاهرة بالماء ، فان لم يتيسّر لكم فباظهار الّذلّ والمسكنة والعجز وإعلاء تراب الّذلّ على مقاديم نفوسكم وأبدانكم وليعدّكم لقبول التّوبة والبيعة الولويّة الّتى هي تمام نعمة الإسلام كما مضى (وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ) الّتى هي الإسلام (عَلَيْكُمْ) بمتمّمه الّذى هو الولاية والبيعة مع علىّ (ع) (لَعَلَّكُمْ) بعد تمام النّعمة عليكم (تَشْكُرُونَ) المنعم بصرف النّعمة الّتى هي احكام الإسلام القالبيّة واحكام الايمان القلبيّة في وجهها من صدورها من حضرة العقل ورجوعها إليها ، فانّ شكر النّعمة وصرفها في وجهها لا يحصل الّا بدخول الايمان في القلب وفتح بابه الى الملكوت (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ) عطف على تيمّموا يعنى حين تطهّركم تذكّروا محمّدا (ص) أو الإسلام الّذى هو البيعة مع محمّد (ص) ، أو الإسلام الحاصل بالبيعة مع محمّد (ص) حتّى يكون شروطها في ذكركم من عدم المخالفة واتّباع قوله في كلّ ما يأمر وينهى ، هذا ان كان المراد بالميثاق الميثاق الّذى أخذ عليهم بغدير خمّ ، وان كان المراد بالميثاق المبايعة مع محمّد (ص) فالمراد بالنّعمة هو الإسلام الحاصل بالبيعة ، أو محمّد (ص) فانّه أصل نعمة الإسلام كما انّ عليّا (ع) أصل نعمة الايمان (وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ) عاهدكم عهدا وثيقا به لعلىّ (ع) في غدير خمّ حتّى لا تنسوه فتخالفوا عليّا (ع) أو عهدا وثيقا بان لا تخالفوا قوله حتّى لا تنسوه فتخالفوا قوله في علىّ (ع) والاوّل هو المروىّ (إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا) قولك في علىّ (ع) على الاوّل ، أو شرطك علينا بعدم المخالفة على الثّانى (وَأَطَعْنا) عليّا (ع) أو أطعناك (وَاتَّقُوا اللهَ) في نسيان نعمته ونقض ميثاقه بالمخالفة لعلىّ (ع) (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) فيعلم نيّاتكم واغراضكم فكيف بأفعالكم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ) توصية لهم بالاستقامة وتقويم الغير عن الاعوجاج كما مضى حين تحمّل الشّهادة خصوصا وقت توصية محمّد (ص) بحملها وحفظها ، وحين أداء الشّهادة خصوصا وقت سؤال علىّ (ع) عنهم الشّهادة فانّ المقصود هو هذا (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) بغضاءكم لقوم أو بغضاء قوم لكم (عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا) في أداء شهاداتكم بتغييرها أو كتمانها خوفا من مخالفي علىّ (ع) أو بغضا لموافقى علىّ (ع) (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ) في الشّهادات ولا تكتموها ولا تغيّروها (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فيجازيكم بحسبه (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) الجملة في محلّ المفعول لوعد لانّه بمعنى القول والمراد بالايمان هو الحاصل بالبيعة مع محمّد (ص) ، وبالعمل الصّالح البيعة مع علىّ (ع) ، أو المراد بالايمان البيعة مع علىّ (ع) وبالعمل الصّالح العمل على طبق البيعة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا) ببيعة علىّ (ع) أو ببيعة محمّد (ص) (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) وأصلها علىّ (ع) (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) جمع بين الوعد والوعيد كما هو شأنه وللاشارة الى انّ المغفرة والأجر للمؤمن المستقيم مقصودة بالّذات وجزاء المسيء مقضىّ بالعرض غيّر الأسلوب وأتى بالجملة الاسميّة الدّالّة على انّ الجزاء لهم كأنّه من لوازم ذواتهم المسيئة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ) بالإسلام من مدد الملائكة وجنود لم تروها