أو من قوّة علىّ (ع) وسيفه (إِذْ هَمَّ قَوْمٌ) بدل من نعمة الله أو ظرف لها باعتبار الانعام (أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ) بمكّة قبل الهجرة أو ببدر أو بأحد أو بخندق (فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) بسبب إسلامكم أو بعلىّ (ع) فتذكّروا شرف الإسلام حتّى لا تخالفوه بترك قول محمّد (ص) في علىّ (ع) ، أو تذكّروا شأن علىّ (ع) فلا تخالفوه بعد وفاة محمّد (ص) (وَاتَّقُوا اللهَ) في نسيان النّعمة ومخالفة علىّ (ع) ولا تخافوا غيره (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) فلا يعتمدوا على غيره ولا يخافوا الّا منه ، وضع المظهر موضع المضمر التفاتا من الخطاب الى الغيبة بيانا لما به التّوكّل (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) تعريض بامّة محمّد (ص) لاخذ ميثاقهم لنقيبهم الّذى هو علىّ (ع) (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) يأمرونهم وينهونهم (وَقالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ) فأشاهد منكم ما تفعلون (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ) بوصلها الى النّقباء (ع) (وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ) من كلّ شيء حتّى من ميل قواكم الى مخالفة النّقباء (ع) (وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي) الّذين منهم النّقباء (ع) (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) نصرتموهم وقوّيتموهم (وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) من أصل المال بإنفاقه في سبيل الله ، وأصل القوى باضعافها بالعبادات والرّياضات ، فانّ الزّكاة هي فضول المال الّتى هي حقّ الغير والقرض من أصل المال (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) بزكوتكم وقرضكم (وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) بصلوتكم وايمانكم وتعزيركم (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ) الميثاق للنّقباء (ع) والوعد عليه (مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) فتذكّروا يا أمّة محمّد (ص) وأوفوا بميثاقكم لعلىّ (ع) ولا تكفروا بعد الميثاق (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ) فتذكّروا ميثاقكم ولا تنقضوه (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) لا تتأثّر بالمواعظ (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) حال أو جواب سؤال مقدّر كما ستحرّفونه يا أمّة محمّد (ص) بعد بتأويلات فضيحة للتّمويه على من لا عقل له (وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) من الميثاق والوعد عليه عطف على يحرّفون ، والاختلاف بالمضىّ والمضارعة للاشارة الى انّ الثاني وقع منهم فصار سببا لاستمرارهم على الاوّل (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ) بواسطة نقض الميثاق الّذى هو أصل الخيانات كما انّ الوفاء به هو أصل الوفاء بالأمانات ، والخائنة مصدر أو وصف بمعنى فرقة خائنة ، أو نفس خائنة ، أو شخص خائن على ان يكون التّاء للمبالغة (إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ) استثناء من مفهومه كأنّه قال كلّهم خائنون الّا قليلا منهم ، ويحتمل الاستثناء من قلوبهم أو من المضاف اليه في قلوبهم أو من فاعل يحرّفون أو من فاعل نسوا ، ويمكن جعل الّا بمعنى غير صفة لخائنة منهم ، ويحتمل كون الكلام منصرفا عن بيان حال بنى إسرائيل الى بيان حال منافقي الامّة ولذا خاطب محمّدا (ص) ، ويحتمل ان يكون المراد بيان حال بنى إسرائيل ويكون التّعريض بالامّة كما هو طريقة جملة القصص والحكايات وقوله تعالى (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ) يؤيّد المعنى الاوّل ، والعفو ترك الانتقام ، والصّفح ترك تذكّر المساوى والإخراج من القلب ، وقد يستعمل كلّ في كلّ وكلّ في كلا المعنيين ، ولا تقف على العفو والصّفح وأحسن إليهم (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى) لم يقل ومن النّصارى لانّ التّنصّر انّما يحصل بالبيعة مع