تَنْقِمُونَ) تكافؤن أو تكرهون أو تعاقبون (مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ) المستثنى بتقدير اللّام أو الباء أو مفعول به بلا واسطة حرف (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ) تعريض بمنافقى الامّة في النّقمة من علىّ (ع) وأولاده المعصومين (ع) وأصحابهم التّابعين لهم (وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) خارجون عن طريق الحقّ والعقل وهو عطف على ان آمنّا أو على الله يعنى الّا لان آمنّا بانّ أكثركم فاسقون (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ) الايمان الّذى تنقمون لأجله أو من ذلك الفسق أو من ذلك النّقم يعنى ان كان هذا شرّا باعتقادكم أو في الواقع فهل انبّئكم بشرّ منه (مَثُوبَةً) جزاء (عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ) هو خبر مبتدء محذوف تقديره صاحب ذلك الشّرّ من لعنه الله أو ذلك الشّرّ صفة من لعنه الله أو بدل بتقدير مضاف ، تقديره بصفة من لعنه الله وهو مبتدء وجملة (أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً) خبره (وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) فيه قراءات ، قرئ فعلا مبنيّا للفاعل ومبنيّا للمفعول بتقدير فيهم وعابد الطّاغوت وعبدة الطّاغوت وعبد الطّاغوت جمعا كخدم وعبد الطّاغوت بضمّ الباء وصفا ، وعطفه على القراءات واضح وقد مضى تفسير الطّاغوت (أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ) من قبيل اضافة الصّفة الى الموصوف اى السّبيل السّواء غير مائل الى أحد الطّرفين من الإفراط والتّفريط للنّصارى واليهود والمراد بالتّفضيل امّا الزيادة مطلقا لا بالاضافة الى المؤمنين أو بالاضافة الى النّاقمين أو الى الفاسقين ، أو الى المؤمنين على اعتقادهم أو بالاضافة الى المؤمنين على سبيل التّهكّم بهم (وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنَّا) تأديب للمؤمنين بان يراقبوا حالهم وتعريض بالمنافقين من أمّة محمّد (ص) (وَقَدْ دَخَلُوا) في مجلسك أو في دينك (بِالْكُفْرِ) يعنى لم يكن دخولهم خلوصا من الكفر بل انقيادا لسلطنتك (وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ) من عندك أو من دينك من غير تأثير لكلامك فيهم (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ) تهديد لهم (وَتَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسارِعُونَ فِي الْإِثْمِ) الّذنب الغير المتعدّى الى الغير (وَالْعُدْوانِ) الاساءة الى الغير فان كان المراد أهل الكتاب فالتّعريض بهم (وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) ذمّ على فعلهم (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ) قد مضى انّ الاوّل هم المرتاضون والثّانى العلماء (عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ) القول اعمّ من الفعل كما مضى تحقيقه (وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ) والتّعبير هاهنا بيصنعون للاشارة الى انّهم أبلغ ذمّا من السّابقين ، لانّهم بجهلهم يعملون وهؤلاء عن علم يتركون لانّ استعمال الصّنع في الأغلب فيما إذا تمكّن وتعمّل في العمل ، عن ابن عبّاس انّها اشدّ آية في القرآن (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) غلّ اليد كناية عن الإمساك والبخل وبسطها كناية عن الجود. اعلم ، انّ لليهود مذاهب مختلفة وعقائد متشتّتة وآراء مبتدعة فمنها اعتقادهم انّ الله جسم وانّه خلق السّماوات والأرض وما فيها من المواليد في ستّة ايّام ، وآخر المخلوقات في اليوم الآخر كان آدم (ع) وخلق له من ضلعه الا يسر حوّاء وأسكنه جنّة خلق له في عدن ومنعه من أكل شجرة ، وأكلت حوّاء بإغواء الشّيطان والحيّة من تلك الشّجرة وحملت آدم (ع) على الاكل وانّ الله ندم من خلق آدم (ع) وبنى آدم ، وانّ الله فرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السّبت وهو مستريح فارغ من الأمر ، فنقل تعالى قولهم الباطل وردّ عليهم ودعا عليهم بقوله (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا