ذكر.
ثمّ ينهض بعد إكمال التّشهّد إلى الرّكعة الثّالثة ، وهو مخيّر فيها : بين قراءة الحمد وحدها ، وبين التسبيح ، والواجب منه أربع تسبيحات ، وهي : «سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر».
ثمّ يصلّي الرّابعة كما صلّى الثّالثة ، فإذا رفع رأسه من السّجود الثّاني من الرّكعة الرّابعة من الرّباعيّة ، أو من الثّالثة من الثّلاثيّة ، وجب عليه الجلوس للتّشهّد الثّاني ، وصفته كالأوّل.
الثامن : التّسليم ، فقيل : إنّه واجب. وهو قول السّيّد المرتضى (١) «رحمهالله» (٢) ، وجماعة من الأصحاب (٣).
وقيل : إنّه مندوب. وهو قول الشّيخ أبي جعفر الطّوسي (٤) «رحمهالله» (٥) ،
__________________
(١) هو : عليّ بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر (ع) ، أبو القاسم المرتضى ، ذو المجدين ، الملقّب عن جدّه المرتضى ب : «علم الهدى» ، حاز من العلوم ما لم يدانه فيه أحد ، متوحّد في علوم كثيرة ، مثل : علم الكلام ، والفقه ، واصول الفقه ، والأدب ، والنّحو ، والشّعر ، ومعاني الشّعر ، واللّغة ، وهو أوّل من جعل داره دار العلم للمناظرة ، أخذ العلوم عن الشّيخ المفيد وغيره ، وتلمّذ عليه جماعة كثيرة كشيخ الطّائفة الطّوسي ، وأبي يعلى سلّار ، وابن البرّاج ، وابن حمزة ، وغيرهم. له مصنّفات كثيرة. ولد في رجب سنة ٣٥٥ ق ، وتوفّي في ربيع الأوّل سنة ٤٣٦ ق. تولّى غسله النّجاشي ، وصلّى عليه ابنه ، ودفن في داره. رجال النّجاشي : ٢٧٠ ، لسان الميزان ٤ : ٢٢٣ ، مقابس الأنوار : ٦ ، رجال العلّامة : ٩٤.
(٢) النّاصريّات (الجوامع الفقهيّة) : ١٩٦ ، رسائل الشّريف المرتضى ١ : ٢٧٦.
(٣) شرائع الإسلام ١ : ٧٠ ، الوسيلة (الجوامع الفقهيّة) : ٦٧٣ ، المراسم : ٦٩ ، الغنية (الجوامع الفقهيّة) : ٥٥٨ ، الجامع للشّرائع : ٧٤.
(٤) هو : أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسن الطّوسي ، ولد في طوس سنة ٣٨٥ ق ، انتقلت إليه الزّعامة بعد وفاة السّيّد المرتضى ، وهاجر من بغداد الى النّجف سنة ٤٤٨ ق. له مؤلّفات أكثر من خمسين في : الفقه ، والاصول ، والكلام ، والتّفسير ، وغيره. توفّي ليلة الاثنين ٢٢ محرّم سنة ٤٦٠ ق.
رجال النّجاشي : ٤٠٣ ، رجال العلّامة : ١٨٩ ، تنقيح المقال ٣ : ١٠٤ ، الكنى والألقاب ٢ : ٣٩٤.
(٥) النّهاية : ٨٩ ، الخلاف ١ : ٣٧٦.