علوّا كبيرا ، وذلك باطل بما سيأتي إن شاء الله تعالى» في مسألة نفي الثاني «مع أنهم لا يقولون بذلك وحاشاهم ، وقد ثبتت لنا» أي صفاته تعالى أي ثبت كونه قادرا وعالما وحيّا ونحو ذلك ، وثبت لنا نفي الصفات التي هي الأعراض عنه جل وعلا «بما مرّ من الأدلّة» على ذلك «فما بقي إلّا أن تكون ذاته» كما مرّ «قالوا : الصفات لا توصف كما مر لهم» في صفات العالم فلا يقال فيها هذا القول الذي أوردتموه علينا ، «لنا ما مر عليهم» هناك فلا وجه لإعادته.
ثم نقول : ألستم قد وصفتموها بأنها أمور زائدة على ذاته؟
فكونها زائدة على ذاته وصف لها ككونها قديمة أو محدثة ولا فرق.
وقال «أبو الحسين» البصري «بل هي» أي صفاته تعالى «مزايا لا هي الله ولا غيره» هو مثل قولهم كما ذكرنا من قبل إلّا أنه نفى أن يكون له تعالى بكونه عالما وقادرا وحيّا ونحوها صفات وأثبت له بها مزايا كما مرّ تحقيقه.
«قلنا : لا واسطة» بين هذين القسمين «إلّا العدم وقد مرّ بطلان كونها» أي صفاته تعالى «معدومة».
وقالت «الرافضة» كهشام بن الحكم ومن وافقه و «الجهميّةوهم جهم بن صفوان من المجبرة ومن وافقه : «بل هي» أي صفاته تعالى «غيره» أي غير الله «وهي محدثة بعلم محدث» فأثبتوا كونها مغايرة لله تعالى وأنها محدثة بعلم محدث.
«قلنا : يلزم» من قولكم هذا «الدور» فيتوقف حدوثها على حدوث العلم ، وحدوث العلم على صفته تعالى العالمية لأنه لا يحدث العلم الذي زعموه إلّا عالم وإلّا لما حدث هذا العلم ، فلزم توقف الشيء على نفسه وسبقه في الوجود لنفسه وكلاهما محال «وإن سلّم عدم لزومه» أي الدور «لزم أن يكون الله تعالى محدثا لحدوث صفته الوجودية ونحو ذلك» أي ويلزم أن يكون عاجزا وجاهلا وغير حي قبل حدوث العلم المحدث.
«وقد مرّ وجه بطلان كونه تعالى محدثا ونحو ذلك».