تعالى مثل مثله فلم يصح نفي مثل مثله كما تقول : ليس لأخي زيد أخ أي ليس لزيد أخ نفيا للملزوم بنفي لازمه والظاهر هو الأول والله أعلم.
قال عليهالسلام : «وقد زيد» في العلاقة «غير ذلك» أي غير التسعة عشر نوعا «وهي» أي المزيدة «داخلة فيما ذكرت إلّا إطلاق المعرف على المنكر» فإنه غير داخل فيها «نحو قوله تعالى : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) (١) أي» ادخلوا «بابا من أبوابها» أي من أبواب القرية وهذا حيث كان للقرية أبواب كثيرة مشهورة.
أمّا إذا لم يكن لها إلّا باب واحد أو أبواب غير مشهورة إلّا واحدا منها فإن الألف واللام تكون للعهد الذهني والله أعلم.
«والصحيح أنه» أي إطلاق المعرف على المنكر «من أقسام المعرف باللّام حقيقة» لا مجازا لأنها تجري عليه أحكام المعارف من وقوعه مبتدأ وخبرا وذا حال ووصفا للمعرفة وموصوفا بها ونحو ذلك ، «ويسميه نجم الدين» أي الشريف الرضي صاحب شرح كافية ابن الحاجب في النحو «بالتعريف اللفظي» ومنه قوله تعالى (وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) (٢) وإنما كان هذا من أقسام الحقيقة وإن كان في المعنى كالنكرة لما بينهما من تفاوت وهو أن النكرة معناها بعض غير معين من جملة الحقيقة وهذا معناه نفس الحقيقة وإنما تستفاد البعضيّة من القرينة كالدخول والأكل في المثالين ، فالمجرد وذو اللام بالنظر إلى القرينة سواء وإلى أنفسهما مختلفان ، ومشابهته للنكرة في بعض الوجوه لا يخرجه عن كونه حقيقة والله أعلم.
قال عليهالسلام : «وإذا عرفت ذلك» أي ما سبق ذكره في التمهيد «امتنع أن يجري لله(٣) تعالى من المجاز ما يستلزم علاقته التشبيه» لما ثبت من أنه تعالى لا يشبه شيئا.
«وأمّا» ما جاء من نحو الآيات التي توهم التشبيه «نحو قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (٤) ونحوها مما ذكر فيه الوجه فالمراد به ذات الله
__________________
(١) البقرة (٥٨).
(٢) يوسف (١٣).
(٣) (ض) على الله.
(٤) القصص (٨٨).