وكذلك تسمية ما سيوجد مجازا كتسمية المعدوم شيئا كما سبق تقريره والدليل على ذلك : سبق الفهم والقرينة والله أعلم.
قال عليهالسلام : «وقد حصل» أي ذلك الاشتقاق في مثل قولنا زيد ضارب غدا والله سبحانه خالق يوم القيامة «حيث يطلق» ضارب وخالق «على المشتق له قبل حصول معنى المشتق منه وحاله وبعده على سواء» فيقال : الله خالق آدم في الثالث ، ورازق العباد في الثاني ، ويوم القيامة في الأول ، فجعله حقيقة في أحدها مع استوائها في الإطلاق عليها تحكم.
«و» أما «نصب القرينة فهو لا بدّ منها لكل واحد من الثلاثة» المعاني الماضي والحال والاستقبال «عرف ذلك بالاستقراء وليس ذلك» أي نصب القرينة «إلّا للاشتراك فقط» أي لكونه اسما مشتركا بين الثلاثة المعاني كالقرء والعين «ففي دعوى الحقيقة في البعض دون البعض تحكّم» أي مجرد دعوى بغير دليل.
ويمكن أن يقال : إنه مع الإطلاق لا يفهم منه إلّا الحاليّة والمضي دون الاستقبال إلّا بقرينة وهذا هو المتبادر إلى الفهم والله أعلم.
«وأيضا : لا مانع من أن يقال : الله تعالى خالق ما سيكون قبل ورود السمع ، فلو كان مجازا لامتنع» القول به لما ثبت من أنه لا يجوز أن يطلق على الله سبحانه شيء من الأسماء المجازية إلّا بأذن سمعي.
ويمكن أن يقال : إن وصف الله سبحانه بما يفعله قطعا يجوز وفاقا بغير إذن سمعي ، وإن كان مجازا كما تقدم من رواية النجري نحو : مثيب الأنبياء ومعذّب الأشقياء.
واعلم : أن الناس اختلفوا في كيفية ابتداء وضع اللّغات.
فقال الشيخ أبو هاشم ومن تابعه : إنه كان بالمواضعة والمواطأة على أن يكون هذا اللفظ علامة لهذا المعنى.
وقال الشيخ أبو القاسم وابن فورك والأشعري : بل ابتداء وضعها