الفقير لأنظر صبره وأغنيت الغني لأنظر شكره ، يا موسى : فلا الفقير صبر ولا الغني شكر».
«فقط» أي من دون اعتبار ولا عوض كما سيأتي إن شاء الله قريبا عند قوله : وله (١) على الصبر عليه والرضى به ثواب لا حصر له.
«و» إمّا «لحطّ الذنوب فقط» أي من دون اعتبار ولا عوض ولا لتحصيل سبب الثواب.
والمراد بالذنوب : بعض العمد ، لأنّ مراده عليهالسلام أن الألم سبب حامل على التوبة المسقطة للذنوب ، أو أن الله تعالى يجعل عقاب بعض المعاصي المتعمّدة في الدنيا كذا ذكره عليهالسلام كما سيأتي قريبا إن شاء الله تعالى.
«وفاقا للزمخشري في حط الصغائر» من الذنوب فإنه ذهب إلى حسن الألم من الله سبحانه لحطّها ، وهو بناء على أن بعض العمد من الصغائر وهو كذلك عنده وعند الجمهور.
وأما عند الإمام عليهالسلام فكل عمد كبيرة.
«إذ هو» أي الألم لحطّ الذنوب «دفع ضرر كالفصد» لدفع الضرر فإنه حسن «و» يؤيّده ما ورد «في الحديث : عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من وعك» أي حمّ «ليلة كفّر الله عنه ذنوب سنة» أو كما قال» أي هذا لفظ الخبر أو مثله.
«وفي النهج أي نهج البلاغة «فإنّ الآلام تحط الأوزار وتحتّها» أي تسقطها «كما تحتّ أوراق الشجر» أو كما قال» الذي ذكره في النهج : أن الوصي صلوات الله عليه عاد بعض أصحابه فقال : (جعل الله ما كان (٢) من شكواك حطّا لسيّئاتك ، فإن المرض لا أجر فيه لكنّه يحطّ السيئات ويحتّها حتّ الأوراق ، وإنما الأجر في القول باللّسان والعمل بالأيدي والأقدام ، وإن الله
__________________
(١) (ض) فله.
(٢) (ض) ما تجد.