تعالى إذ قطع القاتل أجله» المسمّى الذي زعمتم أن المقتول يصله لو لم يقتل.
«قلنا» لايكشف عن الجهل في حقه تعالى لأن الله سبحانه «عالم بالبقاء» أي بقاء الحيّ إلى أجله المسمّى «وشرطه» أي شرط البقاء «وهو ترك الجناية» عليه من الجاني ، «و» عالم «بالقتل وشرطه» أي شرط القتل «وهو حصول الجناية» من الجاني عليه وعلمه تعالى سابق غير سائق «فلم يكشف عن الجهل في حقه تعالى إلّا لو كان تعالى لا يعلم إلّا البقاء وشرطه فقط» دون القتل وشرطه «ألا ترى أن قتل الخضر الغلام لم يكشف عن الجهل في حقه تعالى حيث علم تعالى أنه يرهق أبويه طغيانا وكفرا لو تركه الخضر عليهالسلام» ولم يقتله كما أخبر الله تعالى ، فقد علم سبحانه بقاء الغلام وشرطه وهو عدم قتل الخضر له ، وعلم قتله وشرطه وهو وقوع القتل عليه من الخضر عليهالسلام فلم يجهل سبحانه أي الأمرين.
«قالوا» أي المجبرة : «قال الله تعالى : (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ) (١) وفي هذا (٢) دليل على أن الأجل واحد وأن المقتول لو لم يقتل لمات قطعا ، والضمير في (كنتم) راجع إلى المؤمنين.
«قلنا» ليس كما زعمتم بل «معنى الآية الكريمة : الشّهادة للقتلى رحمهمالله تعالى بصدق إيمانهم» ورسوخ أقدامهم في الدّين «وبامتثالهم أمر الله» وأمر رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتوطين أنفسهم على الصبر على تأدية جميع فرائض الله.
والضمير في «كنتم» راجع إلى المنافقين «أي لو كنتم أيها المنافقون في بيوتكم متخلفين» عن أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم «وعن الحرب مثبّطين» من استطعتم تثبيطه عن الخروج مع المؤمنين «لم يكن القتلى من المؤمنين» الصادقي الإيمان «رحمهمالله تعالى» بمتخلّفين (٣) «مثلكم» عن القتال
__________________
(١) آل عمران (١٥٤).
(٢) (ن) وهذا يدل.
(٣) (ب) متخلفين.