ورود السمع فلا يحتاج إليه في كمال العقل لصحة كمال العقل من دونه بمعرفة الواجب والقبيح العقليين انتهى ما ذكره الإمام المهدي عليهالسلام في الدامغ.
«قلنا» ردّا عليهم «لو كان» العقل «هو الضرورية» التي ذكرتموها «لكان من لم يخطرها دفعة» أي في وقت واحد «في قلبه أو لم يخطرها» أي يجعلها خاطرة «بباله» أي في فكره كذلك «عند اشتغاله بنحو نظر» أي تفكر في شيء من المسائل «أو» اشتغاله «بنحو تصوّر بعضها غير عاقل» لعدم حضورها أو خطورها معا بقلبه «وذلك معلوم البطلان» عند كل من عقل فلا يتم حينئذ (١) لأحد عقل أصلا.
«قالوا» أي المعتزلة «لو كان» العقل «غيرها» أي غير الضرورية «لصحّ وجودها» أي الضرورية «مع عدمه» أي عدم العقل «وعدمها» أي الضرورية «مع وجوده» أي وجود العقل لتغايرهما. «قلنا : لا يلزم صحة وجودها مع عدمه إذ هي إدراك مخصوص» أي نوع من الإدراكات تدرك بضرورة العقل وهو «لا يحصل إلّا به» : أي بالعقل وذلك «كالمشاهدة» للمرئي «فهي إدراك مخصوص لا يحصل إلّا بمعنى ركبه الله سبحانه في الحدق» (٢) : أي في سواد العيون المبصرة وهو عرض «كما يأتي إن شاء الله تعالى» في فصل والله سميع بصير ، وذلك كالسمع والشم واللّمس والذوق فإنها أعراض ركبها الله تعالى في الحواس للإدراك ، ومحسوساتها مسموع ومبصر ومشموم وملموس ومذوق ، وهي أجسام وأعراض.
فالأعراض : الأصوات والألوان والطعوم والروائح والحرارة والبرودة والآلام.
والأجسام : محالّ هذه الأعراض وهي المصوّت والمبصر والمطعوم والمشموم والملموس ، وجميع هذه الحواس مؤدية إلى القلب «وأمّا ذهابها» أي الضرورية «غالبا» أي في أغلب الأحوال «عند نحو التفكر» في أيّ شيء من
__________________
(١) في نسخة (ب) فلا يتم لأحد حينئذ.
(٢) (ب) في الحدقة.