لي بأمور المسلمين ، من لي بنسائهم ، من لي بضيعتهم ، فبعث إليه رجلين من قريش ، من بني عبد شمس ؛ عبد الرحمن بن سمرة ، وعبد الرحمن بن عامر ، فقال : اذهبا إلى هذا الرجل ، فاعرضا عليه ، وقولا له ، واطلبا إليه ، فدخلا عليه وتكلما وقالا له ، وطلبا إليه ، فقال لهم الحسن بن علي : إنا بنو عبد المطلب ، قد أصبنا من هذا المال ، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها ، قالا له : فإنه يعرض عليك كذا وكذا ، ويطلب إليك ، ويسألك ، قال : من لي بهذا؟ قالا : نحن لك به ، فما سألهما شيئا إلا قالا : نحن لك به ، فصالحه. قال الحسن ، أي البصري : ولقد سمعت أبا بكرة يقول : «رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المنبر ، والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول : «إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (١).
(ووجه قول المانعين) لإمامة معاوية (بعد تسليمه) أي : بعد تسليم الحسن الأمر له (أن تسليمه) أي : الحسن (ما كان إلا ضرورة عدم تسليمه هو للحسن ، وقصد القتال والسفك إن لم يسلم الحسن ، ولم ير الحسن ذلك) أي : لم يكن رأيه القتال والسفك ، (فترك) الأمر له ، صونا لدماء المسلمين. هذا تمام الكلام في ولاية معاوية رضي الله عنه.
(و) قد (اختلف في إكفار يزيد ابنه ، فقيل (٢) : نعم) لما وقع منه من الاجتراء على الذرية الطاهرة ، كالأمر بقتل الحسين رضي الله عنه ، وما جرى مما ينبو عن سماعه الطبع ويصم لذكره السمع ، (وقيل : لا ، إذ لم يثبت لنا عنه تلك الأسباب الموجبة) للكفر ، (وحقيقة الأمر) أي : الطريقة الثابتة القويمة في شأنه (التوقف فيه ، ورجع أمره إلى الله سبحانه) لأنه عالم الخفيات ، والمطلع على مكنونات السرائر وهواجس الضمائر ، فلا يتعرض لتكفيره أصلا ، وهذا هو الأسلم والله سبحانه أعلم.
__________________
(١) أخرجه البخاري في كتاب الصلح ، باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم «ابني هذا سيد» رقم ٢٥٥٧.
(٢) في (م) : قيل.