التوراة فلما أتوا على صفة النبي صلىاللهعليهوسلم أمسكوا ، وفي ناحيتها رجل مريض ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : ما لكم امسكتم؟ قال المريض إنهم أتوا على صفة نبي فأمسكوا ، ثم جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتي على صفة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال هذه صفتك وصفة امتك : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم مات فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لاصحابه : خذوا أخاكم. وقال محمد بن سعد : حدثنا محمد بن عمر ، قال حدثني سليمان بن داود بن الحصين عن أبيه ، عن عكرمة عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب : قال لما قدم «تبع» المدينة ونزل بقباء بعث إلى أحبار اليهود فقال : إني مخرب هذا البلد حتى لا تقوم بها يهودية ويرجع الأمر إلى العرب ، فقال له شموال اليهودي وهو يومئذ أعلمهم أيها الملك! أن هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل ، مولده بمكة ، اسمه أحمد ، وهذه دار هجرته ، وأن منزلك هذا الذي أنت به يكون به من القتل والجراح كثير في أصحابه وفي عدوهم ، قال تبع : ومن يقاتله يومئذ وهو نبي كما تزعمون ، قال : يسير إليه قومه فيقتتلون هاهنا ، قال : فأين قبره؟ قال بهذا البلد ، قال : فإذا قوتل لمن تكون الدائرة؟ قال تكون له مرة وعليه مرة ، وبهذا المكان الذي أنت به تكون عليه ويقتل أصحابه قتلا لم تقتلوه في موطن ثم تكون له العاقبة ويظهر فلا ينازعه هذا الأمر احد ، قال : وما صفته؟ قال رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ، في عينيه حمرة ، يركب البعير ، ويلبس الشملة ، سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى من أخ أو ابن عم أو عم حتى يظهر أمره ، قال تبع : ما إلى هذه البلدة من سبيل ، وما يكون خرابها على يدي ، فخرج تبع منصرفا إلى اليمين ، قال يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه لم يمت تبع حتى صدق بالنبي صلىاللهعليهوسلم لما كان يهود يثرب يخبرونه ، وان تبع مات مسلما. وقال محمد بن سعد : حدثنا محمد بن عمر ، حدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه ، قال كان الزبير بن باطا وكان أعلم اليهود يقول : إني وجدت سفرا كان أبي يكتمه علي فيه ذكر أحمد نبي يخرج بأرض القرظ ، صفته كذا وكذا ، فتحدث به الزبير بعد أبيه والنبي صلىاللهعليهوسلم لم يبعث بعد ، فما هو إلا أن سمع بالنبي صلىاللهعليهوسلم قد خرج بمكة فعمد إلى ذلك السفر فمحاه وكتم شأن النبي صلىاللهعليهوسلم وصفته ، وقال ليس به. قال محمد بن عمر وحدثني الضحاك بن عثمان ، عن مخرمة بن سليمان ، عن كريب عن ابن عباس ، قال :