[ما يراد بلفظ «الأب» و «الرب» و «الإله» و «السيد»
في كتبهم التي اشتبهت عليهم]
[اسئلة على إلهية المسيح تنتظر الجواب من عباد الصليب]
فيا معشر المثلثة وعباد الصليب! أخبرونا من كان الممسك للسماوات والأرض حين كان ربها وخالقها مربوطا على خشبة الصليب وقد شدت يداه ورجلاه بالحبال وسمرت اليد التي أتقنت العوالم ، فهل بقيت السموات والأرض خلوا من إلهها وفاطرها وقد جرى عليه هذا الأمر العظيم؟! أم تقولون استخلف على تدبيرها غيره وهبط عن عرشه لربط نفسه على خشبة الصليب وليذوق حر المسامير وليوجب اللعنة على نفسه حيث قال في التوراة : ملعون من تعلق بالصليب» ، أم تقولون : كان هو المدبر لها في تلك الحال ، فكيف وقد مات ودفن؟! أم تقولون ـ وهو حقيقة قولكم ـ لا ندري ولكن هذا في الكتب وقد قاله الآباء وهم القدوة والجواب عليهم؟! فنقول لكم وللآباء معاشر المثلثة عباد الصليب! ما الذي دلكم على إلهية المسيح؟ فإن كنتم استدللتم عليها بالقبض من أعدائه عليه وسوقه إلى خشبة الصليب وعلى رأسه تاج من الشوك وهم يبصقون في وجهه ويصفعونه ثم أركبوه ذلك المركب الشنيع وشدوا يديه ورجليه بالحبال وضربوه فيها المسامير وهو يستغيث وتعلق ثم فاضت نفسه وأودع ضريحه ، فما أصحه من استدلال عند أمثالكم ممن هم أضل من الأنعام؟ وهم عار على جميع الأنام!! وإن قلتم إنما استدللنا على كونه إلها بأنه لم يولد من البشر ولو كان مخلوقا لكان مولودا من البشر ، فان كان هذا الاستدلال صحيحا فآدم إله المسيح ، وهو أحق بأن يكون إلها منه لأنه لا أم له ولا أب والمسيح له أم ، وحواء أيضا اجعلوها إلها خامسا لأنها لا أم لها وهي أعجب من خلق المسيح؟!! والله سبحانه قد نوّع خلق آدم وبنيه إظهارا لقدرته وإنه يفعل ما يشاء ، فخلق آدم لا من ذكر ولا من أنثى ، وخلق زوجه حوى من ذكر لا من أنثى ، وخلق عبده المسيح من أنثى لا من ذكر ، وخلق سائر النوع من ذكر وأنثى. وإن قلتم : استدللنا على كونه إلها بأنه أحيا الموتى ، ولا يحييهم إلا الله. فاجعلوا موسى إلها آخر ، فانه آتى من ذلك بشيء لم يأت المسيح بنظيره ولا ما يقاربه ،